صفحة:وصف إفريقية من الاستبصار في عجائب الأمصار.pdf/3

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.


مدينة قابس


وتعد ايضا من بلاد المجيد بينها و بين طرابلس ثمانية أيام و هي مدينة كبيرة قديمة أزلية و عليها سور صخر جلیل من بناء الاوائل ولها حصن حصین و ارباض واسعة و فيها فنادق و جهامات وقد أحاط بجميعها خندق کير يجرون اليه الماء وقت نزول العدو عليهم فیکون امنع شئ ولها واد يسقي بساتينها وارضها و مزارعها و اصل هذا الوادي من عين ختارة في جل القبلة والمغرب وهو يصب في البحر و بين مدينة قابس و بين البحر نحو ثلاثة أميال و جناتها اكثرها إلى البحر وهي كثيرة التمار و الموز بها كثير و ليس بافريقية موز الا فيها وفيها شجر التوت كتير وبرتي بها الحرير و حریرها اطيب الحرير و ارقه و ليس عمل بافريقية حرير الا بها و هي مدينة محيرة بحرية صحراوية الصحرا منها قرية فيقال انه ما اجتمع في مائدة رجل ثلاثة أشياء متضافة المواضع إلا في مائدة من يسكن قابس يجتمع فيها الحوت الطرق والملحم الغزال الطرق و الطب المجني فهي حاضرة هذا الاقليم وقطه و روحه وقله و مرکز دائرته التي عليها بدور محطه و بلاسناد اليه بتهد رحمه و الله بعضنا بعرنه * ذكر مدينة القيروان وكيفية وضعها في سنة سع وأربعين للهجرة ولى معاوية بن أبي سفيان عقبة بن نافع القرشي على افريقية وافتها في عشرة آلاف من المسلمين و وضع السيف و افتنی من بها من النصارى 14