صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/70

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦٩

وانفضوا وحالت الصُّغد والعرب بينه وبين الحصن فقاتلهم قتالًا شديدًا فعقرو فرسه فسقط وقتلوه رحمه الله بعد استقلاله في ترمذ خمس عشرة سنة.

قال الشيخ العطار: لو أبقوه في حصنه ليكون سدًّا بينهم وبين طوائف الأمم المجاورة له لكان خيرًا لهم وللإسلام، فقد فجعوا الإسلام بقتله كما فجعوه بقتل قتيبة بن مسلم الباهلي؛ فإني أظن أنه لم يأت في صدر الإسلام عند قيام الدولة الأموية مثلها يعرف ذلك من نظر وقائعها وحربهما.اهــ.

وسئل المهلب عن شجعان زمانه، فقال: عمر بن عبيد الله بن معمر القرشي، وعباد بن الحصين الحبَطي، وعمير بن الحباب السلمي، وقَطرِي بن الفجاءة، فقيل له: أين ابن الزبير، وعبد الله خازم؟ فقال: إنما سألتموني عن الإنس، ولم تسألوني عن الجن.

مالك بن الحارث

النخعي الملقب بالأشتر، من كبار التابعين، أحد الفرسان المعدودين بطل كبير وضيغم زئير، كان رأس قومه، وحامل رايتهم في فتوح الشام، وله آثار فيها سطرها له التاريخ، روى عن عمر، وخالد بن الوليد، وأبي ذر، وعلي بن أبي طالب وصحبه، وشهد معه الجمل، وكان على ميمنة الجيش، وهاشم بن عتبة المرقال على ميسرته، وحمل أصحاب طلحة على أصحاب علي فكشفوهم، فقال علي للأشتر: احمل فحمل فكشف من بإزائه من أصحاب طلحة، وقال لهاشم بن عتبة: احمل فحمل، فكشف من بإزائه فقال علي لأصحابه: كيف رأيتم ميسرتي وميمنتي؟

وقال عبد الله بن الزبير: التقيت مع الأشتر يوم الجمل فما ضربته ضربة حتى ضربني خمسة أو ستة ثم جرَّ برجلي فألقاني في الخندق، وقال: لولا قربك من رسول الله ما اجتمع فيك عضو إلى آخر، وكذلك في صفين، وأظهر فيها شجاعة عظيمة، وحمل برايته حينما قُتل عمار بن ياسر حتى وصل سرادق معاوية وكشف الذين حوله من أهل