صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/68

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٦٧

مصعب حيًّا، وكانت وفاته سنة ثلاثة وسبعين من الهجرة، وبويع بالخلافة سنة أربع وستين، وكان  الإمام مالك رضي الله عنه يقول: ابن الزبير أحق بالخلافة من مروان وابنه، والعلماء قاطبة على أنهما باغيان على ابن الزبير.

عبد الله بن خازم السلمي

أبو صالح، أحد الشجعان المشهورين، والفرسان المعدودين، وأحد أغربة العرب السود، وهم عنترة، وسُليك المقانب في الجاهلية، وخُفَاف بن نُدْبَةَ وعبد الله بن خازم في الإسلام، ولقبوا بالأغربة لسواد ألوانهم؛ لأن أمهاتهم جوارٍ حبشيات، وخُفاف بن ندبة من بني سليم أيضًا، ومن الشجعان المشهورين أيضًا، وهو المعنى بقول العباس بن مرداس:

أبا خراشة أما أنت ذا نفر
فإن قومي لم تأكلهم الضبع

حضر عبد الله بن خازم فتح خراسان وسجستان، وحضر وقعة قارن بباذغيس، فاشتد القتال فقاتل قتالًا شديدًا، وحامي عن الناس فولاه ابن عامر على خراسان، وكان ابن عامر أميرًا على العراق والمشرق كله من قِبل معاوية، وكان يومًا عند عبيد الله بن زياد؛ إذ دخل جراد أبيض، فتعجب منه عبد الله، وقال لابن خازم: هل رأيت يا أبا صالح أعجب من هذا؟ ونظر إليه، فإذا ابن خازم قد تضاءل واصفر لونه وفزع، فقال ابن زياد: أبو صالح يعصى الرحمن، ويتهاون بالسلطان، ويقبض على الثعبان، ويمشي إلى الليث، يلقى الرماح بنحره، وقد اعتراه من جراد ما ترون، أشهد أن الله على كل شيء قدير، ومكث عشر سنين أميرًا على خراسان لابن الزبير، ولم يبايع مروان ولا ابنه، ولما بلغه مسير مصعب بن الزبير لقتال عبد الملك بن مروان، قال: أمعه عمر بن مَعْمَر القرشي؟ فقيل له: إنه