صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/6

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٥

ويلقّب بحامي الظعينة حيًّا وميتًا وذلك أن بني سُلَيم غزت قومه ولم يكن في الحيِّ غيره فقاتلهم فرموه بسهم مصيب فخشي الموت والافتضاح في الحريم فقال للظعائن: انصرفن وراء الحي؛ فإني شاغل عنكن العدوّ ثم وقف على ثنية وراء الظعائن وركز رمحه بالأرض واتكأ عليه بيده واعتمد بالأخرى على قربوس فرسه فمات وظنت بنو سُلَيم حياته فهابوا الإِقدام عليه حتى نجا الظعن ثم لما رأوه لا يتحرك شكُّوا فيه فرموا رمحه بسهم فسقط فخرَّ هو عن الفرس فتحققوا موته إذ ذاك فلقب بما ذكر.

بعض شجعان قريش في الجاهلية

وشجعان قريش في الجاهلية بنو عبد مناف وشيخهم أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم فقد ظهرت شجاعته حينما اجتمعت قريش كلها على عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا لأبي طالب: إما أن تدفعه إلينا نقتله أو نقاطعكم ونعاديكم فأبى عليهم أبو طالب ذلك فكتبوا صحيفة تتضمن ما ذكر فتحمس أبو طالب، وقال:

ألا أَبِلغا عَنِّي عَلَى ذاتِ بَينِنا
لُؤَيَّا وخُصَّا مِن لُؤَيٍّ بني كعب
ألمْ تعلموا أنا وجَدْنا محمدًا
نبِيًّا كموسى خُطَّ في أول الكُتْب
وأنَّ عليه في العِبادِ محبةً
ولا خيرَ ممن خصه الله بالحب
وأن الذي ألصقتمُ من كتابكم
لَكُم كائِنا نَحْسا كراغِية السَّقْب1

إلى أن قال:

فلسنا وربِّ البيت نُسِلم أحمدًا
لِعزَّاءَ من عضَّ الزمان ولا كَرْب

  1. السقب: ولد الناقة: أو ساعة يولد.