صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/44

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٤٣

صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم استجب لسعد إذا دعاك»، فكان لا يدعو إلا استجيب له.

وروى أبو العباس السراج في «تاريخه» عن جرير بن عبد الله البَجَلي رضي الله عنه أنه مرَّ بأمير المؤمنين عمر رضي الله عنه فسأله عن سعد بن أبي وقاص، فقال: تركته في ولايته أكرم الناس مقدرة وأقلهم قسوة، هو لهم كالأم البرَّة يجمع لهم كما تجمع الذرة، أشد الناس عند البأس، وأحب قريش إلى الناس.

وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في «تاريخه» بسند جيد عن ابن إسحاق، قال: كان أشد أصحاب رسول صلى الله عليه وسلم أربعة: عمر، وعليٌّ، والزبير، وسعد رضي الله عنهم.

توفي سعد رضي الله عنه بقصره بالعقيق، وحمل إلى المدينة على أعناق الرجال فدفن بالبقيع سنة خمس وخمسين للهجرة.

المقداد رضي الله عنه

هو ابن عمرو بن ثعلبة البَهْراني حليف بني زهرة، كان أبوه عمرو أصاب دمًا في قومه فلحق بحضرموت وحالف كِندة فصار ينسب إليهم وتزوج منهم امرأة فولدت له المقداد، فلما كبر المقداد وقع بينه وبين أبي شمَّر بن حجر الكندي شرٌّ فضرب رجله بالسيف وهرب إلى مكة فحالف الأسود بن عبد يغوث الزهري وكتب إلى أبيه فقدم عليه وتبنَّاه الأسود فصار يقال له: المقداد بن الأسود، فلما أبطل الله عادة التبني نسب إلى أبيه.

أسلم قديمًا وتزوج ضُباعة بنت الزُّبير بن عبد المطلب ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم، شهد بدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله وكان يوم بدر فارسًا حتى إنه