صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/33

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٣٢

صلى الله عليه وسلم عليًّا وهو أرمد فتفل في عينه، ثم قال: «خذ هذه الراية وامض بها حتى يفتح الله عليك»، قال سلمة: فخرج بها يهرول وإنا لنتبع أثره حتى ركزها في رضَم من حجارة تحت الحصن فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن، فقال: من أنت؟ قال: علي بن أبي طالب، فقال اليهودي: علوتم وإله موسى، قال: فما رجع حتى فتح الله عليه، قال أبو رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم:  خرجنا مع علي، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من اليهود فطاح ترسه من يده فتناول رضي الله عنه بابًا كان عند الحصن فترَّس به عن نفسه ولم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ثم ألقاه من يده حين فرغ، قال أبو رافع: فلقد رأيتني في نفر سبعة معي أناثًا منهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه، وهو ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حُنين وكان يقاتل بين يديه وعمه العباس ممسك لجام البغلة.

ومن كلامه في يوم الجمل قوله: بليت بأنضى الناس، وانطق الناس، وأطوع الناس، وكان يعلَى بن أمية أكثر أهل البصرة مالًا وهو الذي جهز أكثر جيش عائشة.

ومعنى أنضى الناس: أكثر الناس مالًا، وأنطق الناس؛ يعني: طلحة رضي الله عنه، وكان طلحة من الفصحاء المشهورين، وأطوع الناس؛ يعني: عائشة؛ لأنها أم المؤمنين، وجاءه ابن صوحان وهو ينعَس بالليل، فقال: أتنام يا أمير المؤمنين وأصحاب طلحة قد كشفونا؟ فوثب وقد كان قال: لا تبدؤُوهم بالقتال حتى يبدؤوكم، فأخذ الراية من يد ابنه محمد بن الحنفية، وحمل بها وضرب بسيفه حتى انثنى ثم رجع فقوَّموه ودفع الراية لابنه، وقال: هكذا فقاتل لا أمَّ لك، وقال في ذلك اليوم للأشتر وكان علي ميمنته أحمل فحمل فكشف مَن بإزائه ،وقال لهاشم المرقال بن عتبة بن أبي وقاص، وكان على ميسرته أحمل فحمل فكشف من بإزائه فقال لأصحابه كيف رأيتم ميمنتي وميسرتي، وكان رضي الله عنه في أيام صِفين يخرج كل غداة في سَرَعَان الخيل فيقف بين الصَّفين، ثم ينادي: يا معاوية، علامَ يقتل الناس بيننا ابرز لي