صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/3

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله العزيز القهار، الباعث الرسل بالتبشير والإنذار، المؤيِّد محمدًا صلى الله عليه وسلم بالخميس الجرَّار، والْبُهَمِ الأخيار، المرسل رحمة للعالمين داعيًا هاديًا، ومنذرًا غازيًا، القائل: «ارموا يا بني إسماعيل؛ فإن أباكم كان راميًا».

(وبعد) فيقول عبيد الله الفاني محمد العربي بن التباني بن الحسين الجزائري: إن الله سبحانه لما أعز هذا الدين ونشره، ونصر نبيَّه بأبطال كرام وعزَّرَه كان حقًّا علينا أن نعرف قدرهم، ونقتفي آثارهم، ونشيد ذكرهم، لما لهم علينا من فضل نصرته وتمهيده، ورفع عماده وتشييده، فأحببت لذلك أن أذكر في هذه الرسالة بعض من اشتهر منهم بالبسالة، وانتشر ذكره انتشار الغَزَالة1، وأقدم بعض المشهورين في الجاهلية بالفتك والإقدام ثم أذكر بعدهم بعض مشاهير الإسلام ناسبًا كل واحد إلى قبيلته متبعًا ذلك بحكايات وفوائد وسميتها: (نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان).

بعض مشاهير شجعان الجاهلية

كان فارسَ العرب قاطبة وأشجعهم في الجاهلية ربيعةُ بن مُكَدَّم وهو من بني فراس بن غَنْم بن مالك بن كِنانة2 وكان يُعقر على قبره في الجاهلية ولم يعقر على قبر أحد غيره، قال حسان بن ثابت وقد مرَّ على قبره فنفرت ناقته:

لا يَبْعَدَنَّ رَبيعة بْنُ مَكدَّمٍ
وسقى الغَوادى قبْرَهُ بِذَنوبِ
نفرَت قَلوصى من حجارة حرَّةٍ
بُنيتْ على طلق اليدين وَهوب3

  1. الشمس.
  2. قتله أهبان بن غادية الخزاعي.
  3. القلوص: من الإبل الشابة، الحَرَّة: أرض ذات حجارة نخرة سوداء.