صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/24

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٢٣

عمرو بن كلثوم

وأما عمرو بن كلثوم التغلبي فإنه كان شجاعًا شاعرًا مفلقًا وكان إذ ذاك عمرو بن هند اللخمي ملكًا وكان يلقب بمضرط الحجارة لخوف الناس منه وكان جبارًا عاتيًا فقال ليلة لندمائه: هل تعلمون أحدًا من العرب لا تخدم أمه أمي هند؟ فقالوا له: نعم عمرو بن كلثوم أمه فاطمة لا تخدم أمك، قال: ولِمَ؟ قالوا: لأن أباها مهلهل بن ربيعة سيد بني تغلب وعمها كليب وائل أعز العرب وبعلها كلثوم فارس بني تغلب وابنها عمرو، فقال: لأمتهننها بخدمة أمي ثم أرسل إلى عمرو بن كلثوم أن فِدْ إلي أنت وأمك فقد ما عليه فدخل عمرو رواق الملك ودخلت أمه على هند أم الملك فقالت هند: يا فاطمة، ناوليني ذلك الطبق، فقالت فاطمة: صاحبة البيت أحق بخدمة بيتها، فأعادت عليها القول ثانيًا فأبت فانتهرتها هند وشتمتها فصاحت فاطمة وا ذلَّاه يا لَتغلب فسمع عمرو فقام إلى سيف الملك وهو معلق بالرواق فضرب به عمرو بن هند فقتله.

البرَّاض بن قيس

وأما البرَّاض بن قيس الكناني فإنه وفد على النعمان بن المنذر ولفتكه وجنايته على قومه طردوه فوجد عنده عروة الرحال بن عتبة الهوازني سيد بني عامر وكان الملك كل سنة يرسل لطيمة إلى سوق عكاظ لتباع له فيه في جوار رجل من أشراف العرب، واللطيمة في اللغة العير المحملة عطرًا ومسكًا فقال النعمان من يجيز لي اللطيمة إلى سوق عكاظ؟ فقال له البراض: أنا أجيزها على بني كنانة، فقال عروة الرحال: أنا أجيزها لك أيها الملك دون هذا الخليع المطرود يعني البراض فدفعها الملك إلى عروة، فقال له البراض: أتجيزها يا عروة على بني كنانة؟ قال: وعلى الناس كلهم فخرج فيها عروة وخرج البراض وراءه حتى