صفحة:نزهة الفتيان في تراجم بعض الشجعان (1966) - محمد العربي التباني.pdf/18

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٧

والله يومٍ منعتُ فيه نساءك فزعمتْ بنو سُليم أن ربيعة قال لما ضربتُه وقع فتكشف فإذا عجانه وبطون فخذيه مثل القرطاس من ركوب الخيل، فلما رجع ربيعة إلى أمه أخبرها بقتله، فقالت: حرق الله يدك إنما قال ذلك ليذكرنا نعمه عليك، صدق فوالله لقد أعتق أمهات لك ثلاثًا في غداة أنا وأمي وأم أبيك.

عنترة بن شداد

وأما عنترة بن شداد الملقب بعنترة الفوارس فكان فارس غطفان ولم يدرِك الإسلام، وكان شاعرًا مفلقًا شجاعًا جوادًا عفيفًا، وقيل له: صف لنا الحرب، فقال: أولها شكوى، وأوسطها نجوى، وآخرها بلوى، وما يذكر عنه من المبالغة في الشجاعة فهو من خرافات الجهال والوضَّاعين، وما من شجاع إلا ويلحقه خوف مَا وكيف لا وشعر عنترة في معلقته يشهد لذلك حيث قال:

إذ يتقون بي الأسنة لم أخِم
عنها ولكني تضايق مقدمي

قال الأدباء: لا معنى لتضايق مقدمه في هذه الواقعة إلا جبنه، وإلا فالأرض واسعة المجال.

فارسا بني تميم من مضر

عتيبة بن الحارث بن شهاب والأحيمر السعدي

فأما عتيبة فكان يلقب بصياد الفوارس وقتلته بنو أسد في الجاهلية فقُتل قاتله فقال أبو قاتله:

إن يقتلوك فقد ثللتَ عروشهم
بعتيبة بن الحارث بن شهاب

وقد أسر عتيبة هذا بسطام فارس بكر بن وائل ففدى نفسه بأربعمائة ناقة وثلاثين فرسًا، وعتيبة هذا هو أحد الأربعة الذين عناهم عمرو بن معد يكرب كما تقدم.