سلطة أسقف رومة قبل العصور الوسطى أي قبل النزاع بين رومة القديمة ورومة الجديدة1.
ثم ارتفع السيد إلى السماء فعاد الرسل إلى العلية فاقترح أحدهم سمعان بطرس، وكان شديد الغيرة كثير الاندفاع، أن يُعيَّن واحد محلَّ الإسخريوطي. فقدَّم المجتمعون اثنين وصلوا وألقوا القرعة بينها فوقعت على متيا فأحصي مع الرسل الأحد عشر. فكان عملهم أول عمل تنظيمي كنائسي قاموا به بعد الصعود. ودلّوا بالطريقة التي أتبعوها في انتقاء متيا على أنه لم يكن بينهم سيد يُعيَّن تعييناً أو عظيم يتسلّط.
وحلَّ يوم الخمسين وظهرت الألسنة واستقرت على كل واحد. فامتلأوا كلهم من الروح القدس وطفقوا يتكلمون بلغات أخرى كما آتاهم الروح أن ينطقوا فدُهش الجمهور فاندفع بطرس وخطب خطبته الشهيرة فانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس. وكانوا معاً وكان كل شيء مشتركاً بينهم وواظبوا على تعليم الرسل وعلى الشركة في كسر الخبز وعلى الصلوات.
وتكاثر التلاميذ فحدث تذمر فجوبه الرسل بعمل تنظيمي ثانٍ. فدعوا جمهور التلاميذ وقالوا اختاروا أيها الأخوة سبعة منكم يشهد لهم بالفضل فنقيمهم على الخدمة اليومية وتنصرف نحن لكلمة الله. فاختار جمهور المؤمنين سبعـة من أهـل الفضل والتقوى وقدموهم للرسـل. فصلى هؤلاء ووضعوا عليهم الأيـدي وجعلوا منهم أول الشمامسة. وقضى تكاثر المؤمنين أيضاً إلى انتقاء شيوخ كهنة يعاونون الرسل في خدمة كلمة الله وفي الإدارة أيضاً. فلم يعين بطرس أحداً منهم تعييناً وحدث اضطهاد على الكنيسة في أوروشليم. وكان ما كان من أمر أسطفانوس الشهيد فتبدد المؤمنون في اليهودية والسامرة وأنطاكية وقبرص وغيرها وحملوا الرسالة إلى حيثما حلوا، فأرسل «الرسل» بطرس إلى السامرة. ثم انطلق الرسل للكرز والتبشير فأقاموا أخا الرب يعقوب أسقفـاً على «الكنيسة» في أوروشليم وخصوا المدن ولا سيما عواصم الولايات
- ↑ Cullmann, O. op. cit. 146.