أننا تختلف عن الأرثوذكسيين في انبثاق الروح القدس وأمر سلطة البابا وغير ذلك ولكننا نوافقهم في كذا وكذا.
ويجب علينا بعد هــذا أن نتبعد عن التشويق لطقس معين. فقد جربنا هذه الوسيلة وأخفقنا لا بل تباعدنا. وقد سبق لنا وقلنا في تضاعيف هذه الرسالة أن الجهود التي بذلتها رومة في القرنين الآخرين لإقامة كنائس شرقية كاثوليكية أدخلت البعض اليسير في الطاعة ولكنها نفرت المجموع الكبير وزادت الشقاق اتساعاً. ومما يجب الابتعاد عنـه أيضاً استغلال الظرف السياسي. وآخر ما حدث من هذا القبيل هو تدخل السلطات الإفرنسية المنتدبة في السنة ١٩٣٠ - ١٩٣١ في انتخـاب البطريرك الأرثوذكسي الأنطاكي وحض الأساقفة بشخص المسيو جيناردي مستشار الأديان في المفوضية الإفرنسية على تقسيم الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية إلى كنيستين لبنانية وسورية وانتخاب «بطريركين» واحـد على لبنان والآخر على سورية!! فهل بهذه الأساليب ينشأ الاتحاد في المسيح؟
وليس في موقف رومة الجديد من زواج الكاثوليكية من الأرثوذكسي ما يقرب القلوب ويمهد الطريق للاتحاد. فقد جری منذ عامين أن أحبت شابة تنتمي إلى إحدى الطوائف الغربية رجلاً أرثوذكسياً في الثامنة والثلاثين. وهي في السادسة والعشرين من عمرها مثقفة متعلمة وهو أديب لامع وله مكانته في المجتمع اللبناني. وتعارفا وتوافقا عن عقل وروية. فذهبت الشابـة إلى اسقفها تطلب الرخصة بالزواج فقال إن زواجها من أرثوذكسي هو في حد ذاتـه زنى لا تجيزه الكنيسة فلما لم ترعو هدد بقطع جدها الكاهن! فلماذا لا نعود إلى ما كنا عليه منذ مئتي عام فقط إلى التآلف والتعاون والتزاوج والمحبـة. وهل يختلف اثنان في أن حادثاً واحداً من نوع ما تقدم يفسد عمل ألف مبخر في سبيل الاتحاد!
والتعارف بالنشر العلمي الصحيح الناضج بالمحبة المسيحية ضروري جداً. فالواقع أن التباعد الذي دام تسعة قرون أدى إلى الجهل. والجهل جفاء. فلا بد والحالة هذه من نشر حقيقة الأرثوذكسية في الأوساط الكاثوليكية ونشر حقيقة