الدهر. أو لم يقل هو حيث يجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي أكون «أنا» بينهم!
والكنيسة الأرثوذكسية واحدة بفعل الروح القدس الذي «يعلمها كل شيء ويذكرها بما قاله السيد» (يوحنا ١٤ : ٢٦) فهو الذي أزال الحواجز بلغة الإنجيل لكي لا يبقى يوناني ولا يهودي ولا ختان ولا قلف ولا أعجمي ولا إسكوتي ولا عبد ولا حر بل المسيح هو كل شيء (كولوسي ٣ : ١١) والروح القدس هو الذي يعطي الكنيسة موهبة المحافظة على الحقيقة. وهو الذي يقوّي ويعلّم: « فإذا قادوكم إلى المجامع والحكام وذوي السلطان فلا تهتموا كيف أو بماذا تحتجون أو ماذا تقولون لأن الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما ينبغي أن تقولوه» (لوقا ۱۲ : ۱۱-۱۲). ومن هنا ابتداؤنا خدماتنا الروحية بالقول: «أيها الملك السماوي المعزي روح الحق الحاضر في كل مكان والماليء الكل كنز الصالحات ورازق الحياة هلمّ واسكن فينا وطهرنا من كل دنس وخلص أيها الصالح نفوسنا».
وكنيستنا واحدة جامعة بما تم بالعشاء السري وبما يتم باشتراكنا في كأس واحدة وخبز واحد متحولين بواسطة الروح القدس إلى جسد المسيح ودمـه «فقد كنا أجنبيين عن رعوية إسرائيل غرباء عن عهود الموعد بلا رجاء وبلا إله نصرنا قريبين لأنه هو سلامنا وقد جعل الاثنين واحداً ونقض في جسده حائط السياج الحاجز أي العداوة وأبطل ناموس الوصايا بتعاليمه ليخلق الاثنين في نفسه إنساناً جديداً واحداً» (أفسس ۲ : ۱۲ – ١٦). وهذه الكنيسة الجامعة لا تشمل المؤمنين على الأرض وحدهم بل تربطهم بالكنيسة السارية وبالعذراء والدة الإله ومصاف القديسين. ومن هنا هـذه الأيقونات المقدسة فهي تذكرنا بأن السيدة العذراء والقديسين والملائكة معنا في كنيسة واحدة جامعة. ومن أبهى مظاهر هذه الجامعية اشتراك المؤمنين في صلاة واحدة في وقت واحد وفي تقدمات متعددة لمذبح واحد وفي اشتراك كهنة متعددين في خدمة واحدة وفي شعور كل مؤمن بمسؤولية شخصية تجاه الكنيسة الجامعة الواحدة وقيامه بقسط من العمل يتناسب ومواهبه وقدرته.
ورأى الآباء القديسين في السلطة والسيادة في الكنيسة مأخوذ كسائر آرائهم