دلالة واضحة على أولية الكرسي الروماني حينما أخذ بالانفصال عنـه. وأخيراً لا يخفى على أحد أن اليونان واللاتين في مجمعي ليون وفلورنسة المسكونيين قـد ثبتوا باتفاق الآراء كون سلطة الأحبار الرومانيين هي عقيدة من عقائد الإيمان. وإنما ذكرنا هذه الأمور لأنها بمنزلة دعوة للائتلاف والسلام ولاسيما في هذا الوقت الذي نرى فيه من الشرقيين أدلة ميل إلى الكاثوليك وعواطف ولاء عظيم. وإنما بدا هذا للعيان من زمن غير بعيد أي عندما ذهب قصادنا إلى الشرق لأمور تقوية فقوبلوا فيه بكمال الإنسانية والصداقة.
«ومن ثم فإننا نوجه الكلام إليكم أيها الشرقيون المنفصلون عن الكنيسة الكاثوليكية سواء كنتم من ذوي الطقس اليوناني أو من ذوي طقس آخر شرقي، ونسأل كلاً منكم أن يمعن النظر على الخصوص في الكلمات المملؤة من الرصانة والحكمة التي وجهها بيساريون الشرقي الجليل إلى أجدادكم قائلاً: وأي جواب يمكننا أن نقدمه لله تعالى على انفصالنا عن إخواننا. فأنـه ليجمعهم في حظيرة واحدة قد نزل هو نفسه من السماء وتجسد وصلب. فماذا يكون عذرنـا يا ترى لدى أعاقبنا؟.
«إفحصوا بانتباه ما نقوله لكم بحضرة الله. واعلموا بأننا نحثكم على التصالح والاتحاد التام بالكنيسة الرومانية غير مدفوعين إلى ذلك بأسباب بشرية بل بالمحبة الإلهية والرغبة في الخلاص العام. ومرادنا بالاتحاد الاتحاد التام الكامل لا ما لا يترتب عليه سوى بعض اتفاق في العقائد الإيمانية وتبادل أدلة المحبة الأبوية لأن الاتحاد الحقيقي بين المسيحيين هو ما أراده السيد المسيح مؤسس الكنيسة. وهو متوقف على وحدة الإيمان والسلطة. ولا سبيل لكم أن تخشوا، لا منا ولا من خلفائنا، إلغـاء شيء من حقوقكم وامتيازاتكم البطريركية وليتورجياتكم وعادات كل كنيسة من كنائسكم. لأن الكرسي الرسولي دائمـاً يراعي كل المراعاة عوائد كل شعب.
«ثم إذا تم الاتحاد الذي نتمناه يعود ولا شك على كنائسكم بالمجد الأثيل والرفعة العظيمة. وهكذا يكون قد أجاب الله الصلوات التي تقدمونها له بأن