وحذا لاوون الثالث عشر (۱۸۷۸ – ۱۹۰۳) حذو بيوس التاسع فدعا إلى الاتحاد في العشرين من حزيران سنة ١٨٩٤ برسالة «Praeclara gratulationes» فقال: «ننظر نظرة انعطاف صميم إلى الشرق الذي انتشر منه الخلاص في بقيـة العالم. أجل إنه ليسرنا الافتكار بأن الوقت بعيداً لأن تعود الكنائس الشرقية المبجلة إلى إيمان أجدادها بل إلى مجدها القديم، وإننا لنرجو ذلك بما أنها لم تنفصل عنا إلا لاختلافات طفيفة. وإذا استثنينا بعض أمور تجدنا وإياهـا على اتفاق تام في سائر الشؤون. وكثيراً ما نرى في الكتب المؤلفة للدفاع عن الإيمان الكاثوليكي أدلة عديدة متخذة من تعاليمها وعاداتها وطقوسها. ولا يخفى أن أخص باعث على الانفصال إنما هو أولية الحبر الأعظم. وبما أن الحال على هذه الصورة نسألها أن تحسن التأمل في القرون الأولى وتمعن النظر كيف كانت شعائر أجدادها وماذا تركت لهـا العصور الأولى من التقاليد. وحينئذ ترى من غير ارتياب كون شهادة السيد المسيح «أنت الصفاة وعلى هذه الصفاة سأبني كنيستي» لا تنطبق إلا على الأحبار الرومانيين.
«إن القرون الأولى رأت احبــاراً عديدين من الشرق مثل أناكليطوس وإيفارست وأنيقيوس والوتيروس وزوزيموس وأغاتون. وأكثرهم بعد أن دبروا النصرانية بحكمة وقداسة بذلوا في سبيلها دماءهم.
«وكل يعلم في أي زمن وبأي علة حصل هذا الانفصال المشؤوم ويعرف من كانوا مسببيه. فقبل الزمن المذكور الذي فصل فيه الإنسان ما قرنه الله كان اسم الكرسي الرسولي مكرماً ومحترماً عند جميع الطوائف النصرانية. وكل الشرق كالغرب يطيع باتفاق ودون تردد الحبر الروماني طاعته لخلف القديس بطرس الحقيقي بل طاعته لنائب المسيح على الأرض. وبناء على ذلك أرسل فوطيوس بعينه في الخلاف معتمدين من قبله إلى رومة عاهداً إليهم بالدفاع عن دعواه وفي الوقت نفسه كان البابا نقولا الأول قد أنفذ قصادة إلى مدينة القسطنطينية دون أن يتعرض لهم أحد وليفحصوا بعناية مسألة البطريرك أغناطيوس ويخبروا الكرسي الرسولي عن حقيقتها بالتمام، وقصارى القول أن تاريخ هذا الأمر يدل