قولها في المسائل المتخلف فيها. وسكتت عن هذا التعاون بين الروم والموارنة ولم تمنعه. وجل ما هنالك أنها أوجبت في السنة ١٥٩٦ «البحث عن كتب الهراطقة (اليعاقبة) والمشاقين (الروم) وحفظها عند البطريرك في مكان مغلق. ولم تسمح بمطالعتها إلا للعلماء»1 ولعل السبب في مقاومة الحساب الغريغوري في بعض الأوساط المارونية والتجاء البطريرك يوسف الرزي إلى علي يوسف باشا ليعاونه على أبناء رعيته يعود إلى هذا الشعور بوجوب التعاون والتكاتف مع الروم2 فإنه كان من الصعب آنئذ أن ينقسموا على أنفسهم في تاريخ أصوامهم وأعيادهم أمام من كان على غير دينهم.
ثم أرسلت رومة رهبانها إلى الشرق فتعاونوا مـع أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية «وسلكوا في ما بين الرعية أحسن سلوك وتصرفوا أحسن تصرف ومدحوا طقوس الروم ورتبهم وعوائدهم وحثوا على طاعة هؤلاء الرؤساء. وفي أوائل القرن الثامن عشر «أظهروا أمراً من المجمع المقدس برومية الكبرى وأشهروه في بلاد الشرق بأنه لا تجوز مشاركة الروم المشاقين في الصلوات ولا في القداسات ولا تناول الأسرار من يدهم أصلاً. وهذا الأمر بما أنه صعب ومشكك حصل منه سجس واختباط وبغض وتنافر بالكلية حتى أنه سبب خصومة زائدة» هذا ما كتبه إلياس فخر الطرابلسي إلى بابا رومة بندكتوس الثالث عشر في منتصف نيسان سنة ١٧٢٥. وإلياس فخر الطرابلسي من أعيان ذلك العصر اشتهر بمقدرته في الكتابة فترجم لقنصل إنكلتره في حلب ودون للبطريرك سلفستروس. ورسالته هذه لا تزال محفوظة في ملف البطريرك كيرلس طاناس في محفوظات مجمع انتشار الإيمان في رومة3.
وهكذا فإن كنيستنا الأنطاكية الأرثوذكسية رحبت بادئ ذي بـدء بقدوم المرسلين اللاتين عملاً بالتقليد المحلي الذي كان قد قربها من الكنيسة المارونية