في حكم رسمي صادر عن قاضي طرابلس يثبت تعبد الموارنة والروم في بيروت في كنيسة واحدة هي كنيسة مار جرجس النهر.
وفي هذا القرن نفسه وفي أواخر تموز السنة ١٦٦٨ نجد فيليبوس متروبوليت بيروت يتولى المفاوضة والمرافعة عن الروم والموارنة أمام السلطات العثمانية في أمر الجزية المترتبة على الطائفتين. فقد جاء في صك قديم صادر عن السيد أحمد الحسيني المولى بمدينة بيروت بتاريخ السابع عشر من صفر الخير سنة ١٠٧٩ للهجرة ما يلي: «بمجلس الشريعة المطهرة الغراء بثغر مدينة بيروت المحمية أجله الله تعالى لدى مولانا متولي خلافة الموقع خطه الكريم أعلاه دام علاه حضر إلى المجلس المومى إليه المطران فرح رئيس طائفة نصارى الروم بمدينة بيروت وأبرز من يده بيولردي شريف من حضرة أمير الأمراء الكرام الحاج إسحاق باشا يسر الله له من الخيرات ما يشاء وبيولردي ثانياً من حضرة شرمي محمد باشا المكرم وتمسكين ممهورين أحدهما من حضرة عمر آغا المتكلم حالاً والثاني من حضرة الحاج عثمان آغا الضابط بمدينة بيروت حالاً المقيدين في السجل المحفوظ من مضمونهم أن من العادة القديمة المترتبة على كنيسة طائفة الروم وعلى كنيسة طايفة الموارنة مالي معين وهو بينها بالنصف يدفعوه للحكام السابق عن كنايسهم الكانية في داخل مدينة بيروت المزبورة وقـدره مايتي غرش بالمثناه كما تقدم لهم سابقاً بمدة توليـة سلامة القبالي وأنطون ومراد أولاد كعيكات حال حياتهم وتكلمهم على كنيسة الموارنة المزبورة سابقاً وذلك بموجب بيولردي حضرة شرمي محمد باشا وتمسك حضرة عمر آغا المتسلم. ثم أن المطران فرح المزبور طلب من الحاكم الشرعي تمسكاً شرعياً على موجب ذلك فأجابه إلى سؤاله. وعلى ما هو الواقع سطر وحرر غب الطلب والسؤال من المطران فرح المزبور ليكون تمسكاً بيده لوقت الاحتياج»1.
ولم ينحصر هذا التآلف والتعاون في بيروت وتلالها بل إنه شاع حيث دعت الحاجة إليه في أماكن كثيرة واكتفت رومة، فيما يظهر، في القرون الخامس عشر والسادس عشر ومعظم السابع عشر بالمحافظة على طاعة الموارنة لها وقولهم
- ↑ مجمعوعة السيد رزق الله عرمان (بيروت)