مجمع مسكوني عام لإعادة النظر في قضية فوطيوس. فأوفد البابا يوحنا الثامن من مثله واجتمع في القسطنطينية واحد وثمانون مطراناً ومئتان أسقفاً، فوافق الآباء على براءة فوطيوس مـا نسب إليه وكسروا قرارات المجمع الذي انعقد في السنة ٨٦٩ وتلوا قانون الإيمان كمـا أقره الآباء في المجمعين المسكونيين الأول والثاني أي بدون العبارة «والابن» واعتبروا بابا رومة بطريركاً كسائر البطاركة يتقدم غيره في الكرامة ولكنه لا يتسلط على الكنيسة جمعاء ولا يثبت انتخاب البطريرك المسكوني1. فثار ثائر البابا وأوفد إلى القسطنطينية من احتج على كل ما جاء في أعمال هذا المجمع ضد رومة وطالب بامتيازات في بلغارية. فأوقف باسيليوس الرسول الروماني وأودعه السجن. ووقفت رومة عند هذا الحد. ولم ينشأ أي انشقاق فوطيوسي ثانٍ كما كان يظن سابقاً2.
ودخل الروم في القرن العاشر في عصر ذهبي جديـد. وتولى العرش الإمبراطوري رجال أفذاذ تمكنوا من توطيد السلطة وإحراز النصر فدخلت قيليقية وشمال سورية وأنطاكية في حوزتهم وكذلك قبرص وكريت. ثم بسطوا سلطانهم على شبه جزيرة البلقان. وأصبح الروم أعظم قوة عسكرية بحرية في الشرق والغرب معاً. وفيما هم فاعلون سطا أوتون الألماني على إيطاليا وادعى حق السلطة على جميع أنحائها. وكانت كنيسة رومة قد دخلت في محنة مؤلمة فرقي سدتها في السنة ٩٥٥ يوحنا الثاني وهو لا يزال في الثامنة عشرة فلجأ إلى أوتون الأول وجعل منه في السنة ٩٦٢، إمبراطوراً رومانيا مقدساً، فأثار بذلك سخط نيقوفوروس الإمبراطور الجالس في القسطنطينية ذا الفتوحات العظيمة. ولم يرض أوتون الأول عن سياسة البابا الشاب يوحنا الثاني عشر فأكرهه على الخروج من رومة في السنة ٩٦٣ وأجلس محله لاوون الثامن وجعله يرقى درجات الكهنوت كلها في يومين. وجاء يوحنا الثالث عشر صنيع أوتون يحاول التقريب بين الإمبراطورين فأوفد إلى القسطنطينية من يخطب أميرة شرقية لأمير غربي ابن أوتون