صفحة:نحن ورومة والفاتيكان (الطبعة الأولى).pdf/21

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.

المجمع المسكوني الثالث في أفسس، ومن هنا قول نسطوريوس: «إن كيرلس استدعاني للمثول أمام مجمع دعا هو إليه، ومن كان القاضي سوى كيرلس المشتكي كيرلس الذي كان أيضاً أسقف رومة، وكيرلس كيرلس كان كل شيء». ومن هنا أيضاً قول ثيودوريطس «لقد مات كيرلس فلنضع حجراً ثقيلا على قبره». وتوفي كيرلس في السنة ٤٤٤ فقام ديوسقوروس بعده يتبع السياسة نفسها ويتمادى فيها معتمداً على نفوذ خريسافيوس الخصي معارضاً الإمبراطور وأسقف رومة معاً. ولكن أسقف رومة كان في هذه المرة لاووناً عظيماً. فكتب إلى ديوسقوروس يوجب قولاً واحداً فأجاب هذا أن في الشرق بابا كما في رومة. وقدم مؤرخه القبطي بعد وفاته مرقس على بطرس! 1.

وكان مجمع مسكوني رابع في السنة ٤٥١ في خلقيدونية. فنظر الآباء القديسون في هذا الأمر وفي غيره وحكموا حكماً مبرماً في الجلسة الخامسة عشرة فاشترعوا القانون الثامن والعشرين وأوجبوا تقدم أسقف رومة الجديدة ومنحه المنزلة نفسها التي لأسقف رومـة القديمة. فقالوا: «وبما أننا في كل أمر تابعون تحديدات الآباء القديسين وعارفون بقانون الأساقفة المئة والخمسين الجزيل تورعهم الذين اجتمعوا في عهد التقي الذكر ثيوذوسيوس الكبير الذي صار ملكاً في القسطنطينية رومة الجديدة المتملكة أي القانون الذي تلي منذ برهة وجيزة نحدد نحن أيضاً ذلك التحديد عينه ونصدق عليه في تقدم الكنيسة الجزيلة القداسة كنيسة القسطنطينية عينها رومة الجديدة لأن الآباء منحوا بلياقة لكرسي رومة القديمة التقدم لأنها المدينة المتملكة. وهذا القصد عينه حرك الأساقفة المئة والخمسين الجزيل تورعهم فمنحوا كرسي رومة الجديدة الجزيل القداسة مساواة التقدم إذ رأوا من الصواب أن المدينة التي قد شرفت بالملك والمجلس الأعلى وحصلت على مساواة التقدم (مدنيا) لرومة عاصمة الملك القديمة لها أن تعظم مثل تلك في الأحوال الكنائسية أيضاً وأن تكون ثانية بعدها». ويتبين من هذا أن تقدم أسقف رومة لم يكن في نظر آباء القرن الخامس إلا لكون رومة «متملكة» وهكذا فإنه عندما


  1. Baynes, N. H., Alexandria and Constantinople, Byz, Studies, 97 - 115.
– ٢١ –