صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/99

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٨٣

المسيح الاله يهوديًا ثلاثين سنة ثم نقول هل كان ينام فإن قالوا نعم قلنا النوم يزيل التدبير وينقضه فكيف يدبر العالم من هو نائم وإن قالوا لا ينام قلنا إذا جاز أن يقتل فلم لا يجوز أن ينام ثم نقول هل كان في حال قتلهم له حيا فإن قالوا نعم فما أقروا بقتله وإن قالوا قتلوه من عند أنفسهم قلنا فقولوا صلبوه من عند أنفسهم ومريم ولدت من عند نفسها (شبهة) كان يحيى الموتى ويبرىء الأكمه والأبرص وعن الغيب ينبئكم بما تأكلون وما تدخرون (الجواب) هذا لا يصح لأن البشر لا يقدر على إحياء الموتى ولا إبراء الأكمة بل كل ذلك محض فعل الله تعالى لا يقدر البشر عليه بل الله يفعل ذلك عند إدعاء عيسى النبوة تصديقًا له وقد أنزل على نبينا قرآن يحيي به القلوب وقد نسخ شريعته بشريعة محمد وهو مبشر بمحمد صلّى الله عليهما وسلم ثم السر فيه أنه كان مبعوثًا في زمن الأطباء فاحتاج إلى معجزة يعجز أهل زمانه عن مثلها ونبينا كان مبعوثًا في زمن الفصاحة فلهذا أيد بالقبول (جواب) موسى جعل خشبًا مصمتًا ثعبانًا ذا رؤس ولم يكن أفضل عندك من عيسى ثم الفضل إنما يكون بتفضيل الله تعالى يعني أن ثوابه أكثر بكثرة منافعه وفوائده ومحمد مبعوث إلى الجن والأنس والشرق والغرب وعيسى مبعوث إلى طائفة وأن محمدًا نسخ شريعته والناسخ أدخل من المنسوخ مثاله السلطان إذا قطع بلدة من غلام ثم بعد ذلك عزله وخص به غيره يعلم أن الثاني عنده أفضل من الأول ثم الأنبياء كانوا يأتون بالمعجزات الخوارق فيلزم أن يكونوا لاهوتًا وآلهة ومن حمق النصارى إنهم يجوزون النسخ لعيسى دون محمد فلو قال قائل لم جاز لعيسى أن ينسخ شريعة موسى ولم يجز لمحمد أن ينسخ شريعة عيسى ولا يجدون