صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/93

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٧٧

الباب الثامن في الرد على اليهود لعنهم الله

واليهود أشد الناس عداوة للمسلمين وأبخل الناس وأنتن الناس وقيل سبب نتنهم أنهم ولدوا من قوم أميتوا ثم أحيوا قال الله تعالى ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ وفي الخبر ما خلا يهودي بمسلم إلا وهم بقتله وقد ادعوا بمعتقدهم أمرًا فاسدًا ولهم فيه شبهتان (الأولى) أنهم لا يجيزون نسخ الشرائع وهم عميان فكيف يجوز أن يأمر بشيء ثم ينهي عنه لأن هذا يوجب البذاء والله لا يجوز عليه البذاء (الجواب) أليس الله نهى أن نعتقد نبوة موسى قبل أن يجعله نبيًا ثم أمر أن نعتقد نبوته ولم يوجب ذلك بذاء وأرسله بعد ان لم يكن رسولًا ولم يكن بذأه وكذلك يأمر بشريعة ثم ينسخها ولا يكون بذاء وكذلك يخلق الحياة في الانسان بعد أن كان ميتًا ثم يحييه ولا يكون بذاء وكذلك أمر آدم بتزويج الاخوة من الأخوات ثم نهاه ولم يكن بذاء وكذلك أباح العمل في السبت ثم حرمه في أيام موسى ولم يكن بذاء فكذلك اليوم ولا جواب لهم بل علم أن المصلحة في ذلك الزمان كذا واليوم كذا كما إذا خرج الرجل إلى السوق يغلق الباب ثم يرجع إلى الدار ويفتحها (الشبهة الثانية) قالوا قال موسى صلوات الله عليه شريعتي عليكم مؤبدة ما دامت السموات والأرض فمن دعاكم إلى نسخها فاقتلوه (الجواب) هل قال مؤبدة في كل وقت ما دمتم أحياء وموتى وأطفالًا قالوا لا لأن الدليل قام أن من لا عقل له ولا حياة له لا تكليف عليه قلنا قد قام الدليل عقلًا أن المعجزة دليل على صدق المتحدي بالنبوة فلما وجب صحة نبوة موسى وجبت نبوة نبينًا محمد ومعنى قوله دعاكم الى تركها فاقتلوه ممن