صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/91

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٧٥

محال أن يكون له طبع حتى يوجد شيئًا إذ لو كان له طبع لم يكن معدومًا ومحال أن يكون الطبع موجودُا فيوجد العالم بطبع في العالم فكان يجب أن تكون الحوادث كلها على وفق الطبع من جميع الوجوه فلما رأينا الابريسم يحصل من الدود والعسل من النحل ومن الآدمي الذي يأكل الطيب العذرة المستقذرة عرفنا أن الطبع باطل فتتعجب العقلاء من إلقاء السماء في الارض وخروج الفواكه الطيبة وطيب رائحتها وفي الربيع الذي يشتد الجو وتبلغ الشمس كبد السماء ينزل البرد الصلب أشد من الجليد وفي الشتاء ينزل الثلج مع برودة الهواء فيشتد فسبحان رب العالمين فإن قال يضم شيء إلى الطبع فيوجب تركيب الجو قلنا ذاك الانضمام ما يوجبه ان قلت موجبه الطبع الثاني يحتاج إلى ثالث وإلى رابع وإلى ما لا يتناهى.

( الباب السابع في الرد على المنجمين )

قال بطليموس الفلك بما فيه من السيارات قديمة أزلية وهذه السيارات مدبرات للعالم كما قال الله تعالى ﴿فَٱلْمُدَبِّرَٰتِ أَمْرًا وهي زحل والمريخ والمشترى والشمس والزهرة وعطارد والقمر وهن موجبات للسعد والنحس ثم اختلفوا في تأثيرها فمن قائل إنها تفعل بطبعها عند محدثات ومقارنات ومن قائل إنها أحياء عالمون قادرون بفعل الاختيار وقيل السيارات لا تفعل شيئًا لكنها دلالات على هذه الحوادث والله هو المستبد بالخلق والاختراع واختلف المسلمون في النجوم فمن قائل لا أحيل على النجوم شيئًا فليست بسبب ولا فاعل البتة ومن قائل يجوز أن يقال سير هذه الكواكب سبب كالصيف أجرى الله السنة فيه بحرارة الهواء وفي الشتاء ببرد الهواء فلو أراد قلب الحر والبرد فلا الصيف موجبه ولا الشتاء لكنها أسباب وأوقات وعبارات والله هو