صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/81

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٦٥

وكفى بالله نكالة فلا خلاف بين المسلمين أن المصلي لو رأى أحدا يقع في الحريق والبئر العميق فإنه يجب عليه قطع الصلاة وتخليص الرجل كذلك البدعة تجر إلى النار فمن رأى واحدًا يتكلم في البدعة أو يجالس مبتدعًا يجب عليه أن يمنعه أوّلًا وينصحه ثانيًا ويزجره عن البدع ثالثًا وعند هذا يلزم قوله أنصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا قيل يا رسول الله هذا المظلوم ننصره حتى يصل إلى حقه فكيف ننصر الظالم قال تمنعه عن الظلم فذلك نصرته وهو الأمر العظيم والرضى بالكفر كفر والرضا بالفسق فسق ومن اعترضت له شبهة يجب على العلماء حلها وازاحتها فإن تواكلوا حرجوا عن آخرهم وأيضًا من لا يغضب في موضعه فقد رد حكم الله في خلق الغضب فمن استغضب ولم يغضب فهو حمار والأمر بالمعروف ركن الشريعة ولو عمر رجل سبعين سنة وتصدق بألف دينار ذهبًا ثم تكلم بالبدعة فعمله هباء منثور ولا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحب المؤمن في الله ويبغض المبتدع في الله قال النبي الحب في الله والبغض في الله فإن قلت أسرار العباد بيد الله والخلق كلهم عباد الله خلق قومًا للجنة وقومًا للنار يسر قومًا للطاعة وقومًا للمعصية فدع عباد الله إلى الله فكل شاة برجلها ستناط ولا خصومة في دين محمد فمن أنت يا فضولي أنت وصي آدم أم أنت محتسب العالمين فأقول هذا سؤال يقرع باب الإباحة ويخطب الزندقة ويسد باب الأمر والنهي وهو إعراض عن الله تعالى ورسوله لأن الله أمر ونهى ووعد وأوعد وأحب وأبغض وقال ﴿جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وقال ﴿لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وهذا الرسول ينبيء عن حكم الشرع والذي يقوله الأشعري أمر الله وأمر الله واجب يجب على العبد أن يحفظ أمر الله ولا ينظر إلى حكمة الله والذي قال ان محمدًا كان حرًا

(٥)