صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/80

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٦٤

والخنزير أو على صورة الخنثى المشكل ما كنت تصنع يا خاطيء ومنها أن خلق الشمس والقمر والسحاب والرياح ونبات الأرض وأمطار السماء والأنعام والبهائم والطير والملائكة في شغل شاغل لأجلك وأنت فارغ لا خير لك فأين الشكر ومنها قبول توبتك من ذنوبك في جميع العمر ولم يخسف بعباده الأرض لدى الذنوب ولم يمنعهم الرزق فلو جعل البركة في الذباب والحيات كما جعل في البقر والغنم لم يتلذذ الآدمي من خوف الأسد والذئب ولو جعل في المواشي قوة السباع لما انتفع بها أحد فلله على العبد نعمتان نعمة النفع وما يوصلها إليه ونعمة الدفع وما يدفع عنه وما دفع الله أكبر فنعمة النفع السمع والبصر والنطق ونعمة الدفع كالعمى والخرس والبكم.

( كتاب الرد على الكفرة وهو أربعة عشر بابًا )

( الباب الاول في حقيقة التعصب )

واشتقاقه من العصيب والعصب وهو الشدة يوم عصيب ويقال للغزال عصاب فكل من كان شديدًا غيورًا في دينه ومذهبه فمتعصب ذاب عن الدين حافظ للاسلام والاعتقاد (فصل) وأعلم أن التعصب قاعدة الإسلام وقانون الإيمان وأساس الشريعة وشعار الموحدين وعلامة المؤمنين ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حيّ عن بينة ولو كره الكافرون ولا يبلغ المرء حقيقة الإيمان حتى يكون على دينه أغير منه على محارمه من بناته وأخواته والمداهنة من علامة المنافقين ومن لا غيرة له على الدين والمذهب فلا دين له ومن لا وفاء له فلا دين له والتغافل عن البدعة ينبيء عن قلة الدين وفي الخبر الدّيّوث لا يدخل الجنة فيا معاشر المسلمين تعجبوا من هذا الخبر قال من لا يغار على أهله فلا يدخل الجنة والدين والمذهب خير من بضع امرأة فمن لا يغار على الدين كيف يدخل الجنة