صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/325

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الباب التاسع في تدبير المدو * أعلم وقاك الله تعالى شر الاعداء أن العداوة للوزراء والرؤساء تنبعث من شيئين الأول اكرام السفلة الاندال الثاني امتهان أهل الشرف والحسب فالوزير اذا استعمل السفلة ورفع أقدارهم وسلطهم على رقاب الناس يأمرون وينهون فيجرأ عليه أهل الشرف فيعتقدون الاساءة من الملك لان السفل لأيعرف قدر نفسه ولا يحمل الادب فيجرح القلوب ويؤلم الأجساد ويدخر لنفسه ولمواليه الاحمر والاحقاد فاذا رأى ذلك أهل الشرف يعتقدون الأساءة والبغضاء كانوا أولياء فيصيرون أعداء فتتحرك الانف الامية والدواعي الغضبية فينسلخون في عداوة الوزير من جلد البشرية والانسانية فيصبحون بعداوة السبعية فقضية الحرية تقتضي أن يكرم أهل الشرف ومراعاة ذوى البيوتات القديمة والمحافظة على شؤنهم ويزحر السفلة وينهاهم ويردع غوائلهم ليأمن مكائدهم شعر اذا أنت أكرمت الكريم ملكته * وان أنت أكرمت اللئيم تمردا والسبب الثاني التظاهر بالظلم والحجور فان ذلك مثال المداوة فالوزير الكافي والرئيس الكامل لا يضع الجديدة موضع الابرة ويصلح باللعلف مالا يسلحه غيره بالعنف فالحر عبد البر والانسان صنيعة الاحسان قال سيد القراء أبو عمرو بن العلاء عجبت لمن يشترى المماليك بأمواله فيعتقهم كيف لا يشتري الاحرار بمعروفه فيسترقهم فان كان له عدو في البلد بنازعه في ولايته فليخرجه من البلد فان الصواب في ذلك فان كان عدواً مكانما خارج ولايته فقمعه من أربعة أوجه الاحوط له أن يسترقه بالمعروف والاحسان والأعلاف والكرم فان لم يخدع بهذا فياصـاح والمهادنة فان لم يخدع بهذا فبالتحصن بالقلاع والخنادق والمواضع الحصينة فان لم يتمكن من ذلك فاسوأ التدبير المجاهرة بالحرب وفي ذلك اغرار واخطار اذالحرب