صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/268

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

( علاج ذلك أن يعتقد أن الله تعالى يحاسبه على القليل والكثير والتقير والقطمير ويسأله حقوق رعيته حرفاً حرفاً وإنه يؤتي به يوم القيامة مغلولة بداء أطلقه عدله وأوثقه جوره وكل مسؤل عن رعيته فان عدل وأخذ عن الحق وأنفق في الحق فذاك والا فهو أول هالك فانم يؤمن بهذا فليستأنف الايمان ويذكر معه دلائل الايمان وأن آمن بهذا الاأنه يقول والله غفور رحيم قالك أمنية الحمقي ان المني رأس مال المفاليس وأيضاً فإن الأمهال لا يدل على الاهمال فان الله تعالي أميل الكافرين في الدنيا ولكنهم في الآخرة أصحاب النار وفرعون كان مستدرجا أربعمائة سنة لم يصدع فيها يوماً واحداً وكان كافراً لعبنا مقوتاً وان اغتروا بالمال فلك الموت لا يقبل الرشا وعند الموت لا ينفع الفداء وكل من كان ماله أكثر كان موته أشد وحسرته أكثر وكل من كان ماله أكثر كان خصاؤه أكثر اما يأخذ من حرام وينفق في حرام لنقابه أشد أو يأخذ من خلال حسابه أشد وأن اغتر بكثرة التمتع والشهوات فالخنزير والبهائم أكثر تمتعا منه فأي فضيلة له وإنه مطالب بحقوق الله تعالى وحقوق الرعية وحق الفقراء وحق الماليك وحق البلاد فان ظلم في هذا فمهذب في القبر بمنكر ونكير ويجعل ماله حية مطوقة في عنقه ويعذب كل يوم بأنواع العذاب ويسمع في قبره الصباح فهذه تجارة رابحة وصفقة ممجية من يرغب فيها الباب السادس في غرور الوزراء والرؤساء ويتبعه علاجه - تري الواحد منهم يحرق الناس ويظلم هذا ويغضب مال هذا ويضع الدرهم على الدرهم والدينار على الدينار وهم يحسبون أنهم يحسنون نما يتفاخرون بكثرة الدنانير والضياع وتنفيذ الأمر وسلامة الوقت دون العواقب البنـة وآخر يقول اجمعها لنوائب الدهر وآخر يقول