صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/266

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۵۰ له خشية وقد شبه الله تعالى من أحكم العلم وضيع العمل بالخمار الذي يحمل العلم فقال كمثل الحمار يحمل أسفاراً فالجاهل هو الذي يجترئ على الله فلو كان هذا عالما لما أجترأ بأعظم من جرأة الجاهل قال أبو الدرداء ويل للذي لا يعلم مرة لوشاء الله علمه وويل الذي يعلم سبع مرات أى الحجة عليه أصعب ويعتقد أن حفظه العلم لا يجزئه حتى يعمل به فالمقصود من العلم هو القيام بما أحب الله وترك ماكره الله تعالى والله الباب الثاني في غرور الفقهاء والقضاة ويتبعه علاجه * يفترون بمعرفة الحلال والحرام والفتياوانه العالم للامة بدينها ومفزعها إليه ولو مثله اضاع الدين وما عرف حـلال من حرام ويحتقر الوعاظ والمحدثين والمفسرين اذا لم يفهموا الحلال والحرام فهو عند نفسه العالم بالدين دون غيره وان الله تعالى لا يسذب مثله وانه لا يعتقد مكر الله تعالى به ( علاج ذلك ) أن يعرف أن الفقه عن الله فيا عظم نفسه وأخبر به من حلاله وحرامه وهيته ونفاذ قدرته وما وعد به من ثوابه وتوعد به من عقابه أعظم الفقه ولن ينتفع الفقيه في الحلال والحرام الا بالعقه في ذلك لان من فقه عن الله تعالى فيها أخبر به من عظمته وهيبته ونقاذ أمره وملكه الأشياء في الضر والتفع دون غيره هاب الله تعالى واستحياء فكانه شاهد الجنة والنار بقلبه فيشتد خوفه من الله تعالى بما عاين يقابه من ألهم عذابه ويشسند شوقه إلى جواره من عظم ثوابه فيتحمل كل مكروه في القيام بحة، في الدنيا لينال به جزیل ثوابه فالفقيه من فقه عن الله تعالى فعظمه بقلبه وأيقن أنه لا نافع ولا ضار غيره فهان عليه شأن الخلق فلم يخفهم ومطالبة الله اياهم أشد منه على الجهال لان الله تعالى أخذ عليهم الميثاق فيما علمهم أن يبينوه للناس ولا يكتموه فاذا علم ذلك زال الاغترار بأذن الله تعالى