صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/22

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٦

نسير إلى الآجال في كل ساعة
وأيامنا تطوى وهن مراحل
ولم أر مثل الموت حقًا كأنه
إذا ما تخطته الأماني باطل
وما أقبح التفريط في زمن الصبى
فكيف به والشيب في الرأس شامل
ترحل من الدنيا بزاد من التقى
فعمرك أيام تعد قلائل

ونقل أن بعض الملوك نظر إلى ملكه فأعجبه ذلك فقال: إنه الملك لولا أنه هالك وإنه لسرور لولا أنه غرور وأنه ليوم لو كان يوثق بغده فأبلغ العظات النظر إلى محل الأموات فعواقب الأمور فوات وكلنا يا صدر الرؤساء أسراء العبر والممات والمنزل الذي يستوي فيه العبيد والسادات انظروا يمنة ثم اعطفوا يسرة هل ترون أحدًا من الرجال والنساء أخذ قبالة البقاء بخطوط مسابح السماء.

شعر
عجبًا عجبت لغفلة الانسان
قطع الحياة بغرة وتوان
فكرت في الدنيا فكانت منزلًا
عندي كبعض منازل الركبان
مجرى جميع الخلق فيها واحد
وكثيرها وقليلها سيان
أبقي الكثير إلى الكثير مضاعفًا
ولو اقتصرت على القليل كفاني
لله در الوارثين كأنني
بأخصهم متبرم بمكان

(هذا) وقد ساقني تقدير الله إلى جمع كتاب وتهذيب علم وترتيب قواعد وترصيع عبارات وإيراد إشارات هو ذخيرة السلطان ويتيمة الزمان ونزهة الاخوان من قال جامع سفيان فقد صدق ومن قال نادرة الزمان فما أغرب فلا غرو وللشمس أن تشرق وللبدر أن يتألق يغازل فيه الشاميون العراقيين وينافس به العراقيين الخراسانيون وكل به متنافسون ولذلك فليتنافس المتنافسون عمري من كان له هذا الكتاب لا يضيق صدره أبدًا ويعرف به قواعد الشرع وقانون الممالك ونصرة المذهب ورد الخصم وتذكر الآخرة وقاعدة العدل وعاقبة الأمور ونذير