صفحة:مفيد العلوم ومبيد الهموم.pdf/182

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

197 بضده مثلا علة الحرارة تنكسر بالبرودة فعلة الغضب لعالج بالحلم وعلة التكبر تعالج بالتواضع والبخل بالسخاء فن تعود الاعمال الحسنة وتخلق بأخلاق الكرام يحسن خلقه فالخير عادة والشعر لجاجة وكل ما يفعله الآدمي تكلفا يصير طبعاله فان الصبي تهرب من المكتب والمعلم يضربه حتى يصير ذلك التعليم طبعاله فاذا باغ فتكون همته وتهمته العلمفتري القوم المشغوفين بالشطرنج والحمام والقمار يتعودون ذلك حتى تزول لذة الدنيا فيها ومن تعود أكل الطين يعتقد أنه من طيبات الدنيا ( الباب الثامن عشر في احضار الكتاب في الصلاة ) وغفلة القلب في الصلاة لوجهين أحدهما ظاهر والآخر باطن اما الظاهر فان يصلى في موضع ببصر شيأ أو شيا فيشتغل قلبه بذلك فلاحه أن يصلي في الخلوة بحيث لا يسمع شيأ ولا يكون فيها نقش ولا كتابة واتخذت العباد الزوايا في بيوتهم حفظا لقلوبهم وكان ابن عمر رضي الله عنهما إذا أراد أن يصلى يخرج السيف والصحف والمتاع عن بيته فان كان له شغل في تدبير أن يقدم ذلك الأمر حتي يفرغ قلبه للصلاة ولهذه الدقيقة قال صلى الله عليه وسلم اذا حضر العشاء والعشاء فابدؤا بالعشاء ليدخل في الصلاة على بصيرة اوغ القلب ويحضر قلبه لمذكر أيضا وقراءة القرآن فان غلب أمر على قلبه فلايشغل قايه بالذكر فان لم يندفع فالمية صعبة ولا بد من تناول مسهل والسهل ترك ذلك الأمر بالكلية فان لم يطلق ذلك فلا يبرأ عن هذا المرض أبدأ فيكون مثاله مثاله من جلس تحت شجرة ايها العصافير ويصوتون فبعد حصا لينفر به المصافير كي لا يسمع أصواتهم فهو سوداء وما ليخو با فانهم يرون وعن قريب يعودون فان أراد أن يتخلص منهم فالتدبير أن يقطع الشجرة حتي ينجو منهم شأنان