صفحة:مغني الطلاب على إيساغوجي.pdf/5

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٥

نطق به الكتاب، واتفق عليهِ أولو الألباب.

والحمد هو الثناءُ باللسان على الجميل الاختياري سواءٌ تعلَّق بالفضائل أم بالفواضل، والمدح هو الثناءُ باللسان على الجميل مطلقًا، والشكر في مقابلة النعمة بالقول أو الفعل أو الاعتقاد، فهو أعمُّ من الحمد والمدح بحسب المورد، واخصُّ بحسب المتعلق، فبينهُ وبينهما عموم وخصوص من وجهٍ.

فعُلِم من هذا أن المصنّف إنما اختار الحمد دون المدح، ليؤْذن بالفعل الاختياري، ودون الشكر ليعمَّ الفضائل والفواضل.

واختار الجملة الفعلية على الاسمية ههنا، وفيما سيأتي قصدًا لإظهار العجز عن الإتيان بمضمونها على وجه الثبات والدوام.

وأتى بنون العظمة إظهارًا لملزومها، الذي هو نعمةٌ من تعظيم الله لهُ بتأهيله للعلم، امتثالاً لقولهِ تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ .

فمعنى قولهِ نحمد الله: أي نثني ثناءً بليغًا (عَلَى تَوْفِيقِهِ) لنا، أي خلقهِ