صفحة:مغني الطلاب على إيساغوجي.pdf/6

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٦

قدرة الطاعة فينا، فإن التوفيق عند الأشعري وأكثر الصحابة خلق القدرة على الطاعة.

وقال إمام الحَرَمَين: هو خلق الطاعة، والظاهر أن ما قالهُ الإمام أحقُّ، فإن القدرة على الطاعة متحققة في كل مكلَّف، اللهمَّ إلا أن يكون المراد القدرة المؤثّرة القريبة من الاستطاعة التي هي مع الفعل، كما هو مذهب أهل الحق من أن القدرة مع الفعل، والتوفيقُ عكس الخلان فإنهُ خلق قدرة المعصية.

وإنما حمد على التوفيق، أي في مقابلتهِ لا مطلقًا، لإن الأول واجب والثاني مندوب.

(وَنَسْأَلُهُ هِدَايَةَ طَرِيقِهِ) السؤَال والدعاءُ مترادفان، وليس بينهُ وبين الأمر والالتماس فرق من جهة الصيغة، وإنما يحصل الفرق بالمقارنة، فإنها إن قارنت الاستعلاءَ فالأمر، وإن قارنت التساوي فالالتماس، وإن قارنت الخضوع فالسؤال والدعاءُ.

فالسؤَال: ما دلَّ على طلب