صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/91

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ٨٧ –

إن القانون دائماً يتضمن روادع وزواجر، ويحول بين الناس وبين الكثير من شهواتهم المستحبة، المرتكزة إلى ميولهم الفطرية؛ فيجب لكى يطيعوه ويحترموه من قلوبهم، أن يستند إلى قوة أعمق فى كيانهم. وقوة العقيدة كفيلة بأن تسنده وتؤيده، حتى وهو يمنع عن الأفراد ما يلذ لهم وما يطيب!

على أن الإسلام بما فيه من مراعاة لحاجات الفرد والجماعة، ومطالب الحياة المتجددة، والمجتمعات المتحضرة، يملك أن يلبى هذه الحاجات والمطالب فى يسر ومرونة وسهولة.

ولكن ينبغى أن يكون واضحاً أننا إذ نقول: إن الإسلام يملك أن يساير المجتمع المتحضر المتجدد.. لا نعنى إخضاع الإسلام ومبادئه ونظمه الشهوات الجماهير العارضة، ونزواتها الطارئة، تملقاً للجماهير، باسم التحضر والتجديد، على طريقة من يسمونهم «المسلمين المصريين» أو الأقزام الذين يدعونهم في جيل الأقزام «متحررين»!

لقد فهمت الكنيسة فى أمريكا ما يفهمه أولئك العصريون والمتحررون؛ فاستحالت من هيكل عبادة إلى ساحة رقص، ومن قدس تطهر إلى ساحة لذة.. ولست أنسى ذلك «الأب» الذي انتهى من الصلاة والترتيل، ليقود «أبناءه وبناته» إلى ساحة الرقص الملحقة بالكنيسة؛ ووقف ينظر برضا إليهم وإليهن أزواجا أزواجا متلاصقة