صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/68

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ٦٤ –

على القوى والكفايات التي لم توهب نعمة الولادة فى بيت مرموق، أو الاحتماء ببيت من بيوت الثراء ... ثم من بعد ذلك كله وليد الانحلال الخلقى، الذي ينشأ من تلك العوامل جميعا؛ وينشأ من خواء الضمير من عقيدة دافعة، توقظ شعور الفرد بالواجب، وتدفع المجتمع كله إلى الخلق والتقدم والاستعلاء.

ولقد أسلفنا رأى الإسلام في المشكلات الثلاث الكبيرة، التي تنشئ بدورها – أو تشارك في إنشاء – هذه المشكلة الضخمة الرابعة. فالآن ننظر كيف يعالج الإسلام هذه المشكلة أيضا.

إنه يعالجها بإزالة مسبباتها المادية الأولى، ثم يعالجها بامتلاء النفس بالعقيدة الدافعة؛ العقيدة التي تملأ فراغ النفس وخواءها؛ وترفعها إلى الله؛ وتجعل للفرد هدفاً أكبر من ذاته، هو ذلك المجتمع الذي يعيش فيه، وتلك الإنسانية التي هو منها.

ولقد يظن المصابون بضحالة الروح، وقزامة الذات، وخواء الضمير أن هذا الذى نقوله هنا كلام وعظى لا رصيد له فى واقع الحياة!

ونحن لا نكتب لهؤلاء.. فهؤلاء ميئوس منهم في كل زمان؛ وضمير الإنسانية لم ينضب على الرغم من إيحاءاتهم له فى كل مكان.

إن الفرد بلا عقيدة كلية تربطه بالأرض والسماء، قزم ضائع، ولقى مهمل، والعقيدة ضرورية له حتى فى عالم الشيوعية الذي يسخر