صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/66

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
– ٦٢ –

هنالك وِلدان آخرون محظوظون تتاح لهم هذه الفرصة دونه فى الحياة.

ومن حق كل طفل بعد ذلك أن يجد العلم وأن يجد الصحة، وأن يجد الفرصة العمل، بحسب طاقته وموهبته، وهنا يكون للتفاوت الطبيعى حقه، لأنه ينشأ عن التفاوت فى داخل الشخصيات، لا فى ظاهر المجتمع والملابسات.

وفى تاريخ الإسلام من النماذج ما لا حصر له على سمو المواهب الفردية بأصحابها إلى أعلى المستويات الاجتماعية، لا يضيرهم مواد فى بيت فقير، ولا فى بيئة متواضعة، ولا فى حرية صغيرة ذلك أنه: «لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى».

والإسلام لا يقر تلك الامتيازات الكاذبة التي تمنح للأطفال بمجرد مولدهم، لمجرد ولادتهم فى بيت أو أسرة، أو تمنح للأبناء لمجرد خواطر الآباء!.. هذا الذى يتاح له الالتحاق بالكلية الحربية قبل زميله لمجرد أنه من أسرة أرستقراطية أو عسكرية! وذلك الذى يتاح له العمل فى وظائف النيابة أو السلك السياسي لمجرد أنه من أسرة أرستقراطية أو قضائية! وذاك الذى يرسل فى بعثة علمية إلى الخارج لا لأنه الأول أو الأليق، ولكن لأنه من بيت أرستقراطى!.. كل أولئك أمور لا يعرفها الإسلام، لأنها تصدم مبدأ أساسيًا من مبادئه التي جاء ليقررها فى الحياة.

وعندما ننظر إلى الأوضاع الاجتماعية القائمة من هذه الزاوية