صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/50

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٤٦ -

ونألف منها اتجاهاً، وننكر عليها اتجاها، وتتوزع مشاعرنا إزاءها على أية حال توزعاً لا يضمن معه توحد الجبهة فى طلب عدالة اجتماعية قوية كما تضمن توحدها إذا نحن هتفنا إلى العدالة باسم الإسلام.

والإسلام حجة قوية لا تملك لها الرأسمالية المستغلة دفعاً كما تجد للشيوعية. والمخلصون للوطن وللمجتمع فى الدعوة إلى العدالة الاجتماعية، الذين يريدون العدالة الاجتماعية لذاتها ويجعلون منها هدفهم الحقيقى؛ ولا يتخذونها مجرد ستار لتهييج الجماهير، ابتغاء لنشر مذهب معين، هو الغاية الأولى، والعدالة وسيلة! .. هؤلاء لا يملكون أن يغفلوا سلاحاً قوياً كسلاح العقيدة الإسلامية. سلاحا حاضراً فى الأيدى، مذخوراً فى النفوس، يدعى باسمه فيستجاب، وتستجاش العزائم باسمه فتذكو وتهيج ...

إن الذين يريدون تنحية الإسلام عن معركة العدالة الاجتماعية، ليخوضوها تحت راية الشيوعية؛ إنما يخونون أنفسهم إن كانوا مخلصين فى دعوى العدالة؛ أو يخونون قضية الجماهير، جهلا بقيمة القوة الكبرى التى يزوّدهم الإسلام بها؛ أو عداوة مريبة لهذه القوة العظيمة، أو احتقاراً لانفسهم وكفراً بقيمتهم، ورضاء كرضاء العبيد بقتات الموائد ووقفة الأذناب ...

إنني أفهم جيداً أن ينصب المستغلون والطغاة للإسلام، لينحوه عن هذه المعركة، إما باستغلال المحترفين لإصدار الفتاوى المكذوبة على