صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/151

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ١٤٧ -

أفي تلك الملايين من الجماهير الكادحة واحد فقط تنطبق عليه هذه الشروط؟!

ومن هم الذين تسمح لهم الظروف أن يكونوا نوابًا في البرلمان؟ إنهم الذين يملكون أولا أن يدفعوا التأمين وهو مائة جنيه وخمسون؛ ثم يملكون ثانياً أن ينفقوا آلاف الجنيهات على المعركة الانتخابية، وسماسرتها وحفلاتها وتنقلاتها وولائمها وذيولها؛ ثم يملكون ثالثاً أن يتصلوا بحزب يرشحهم ويسندهم ويتقاضى منهم جزاء الترشيح ضريبة خزانته التي تتراوح بين المئات والألوف.. أفبين الجماهير الكادحة من تنطبق عليه هذه الشروط؟!

كلا! وليس وراء الجماهير الفقيرة المستغلة تنظيمات وتشكيلات قوية من النقابات والاتحادات، تتولى إدارة المعركة الانتخابية بأموالها وبنفوذها، كي تقدم إلى البرلمان مرشحين منها، يعبرون عن آلامها وآمالها ...

وإذن فستبقي الجماهير الكادحة المحرومة المغبونة في جانب، وتبقي التشكيلات الحزبية والبرلمانية في جانب؛ ويبقى الصراع بين المصالح المتعارضة قائما. إلى أن تتولى الجماهير أمر نفسها، فتنشئ من التشكيلات ما يملك الانتصار في معركة الانتخابات وغير الانتخابات. وإلى أن يتم هذا فلا ينبغي أن تعلق الجماهير أملا على الصراع الحزبي