صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/138

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ۱۳٤ -

الاستعمار؛ وتتلاقى مصلحتهما المشتركة في دفع هذا الخطر، ورد هذا الأذى، والوقوف في وجه الطوفان، الذي لو اندفع لأغرق هؤلاء وهؤلاء!

وحينئذ يستهين هؤلاء وهؤلاء حتى بخطر الشيوعية، الذي لا يقاومه شيء كما تقاومه العدالة الإسلامية. لأن الشيوعية خارج الأبواب، تمكن مدافعتها بالقوة وبالمغالطة. والإسلام داخل الأبواب، ومعه حجته التي تصب فيها المغالطة والالتواء!

إن الإسلام الذي يثير في نفس الفرد العزة والكرامة؛ ويمنعه الخضوع لحكم يخالف شريعته؛ ويمنحه الاعتداد والاستعلاء أمام كل سلطة وكل جبروت ... هذا الإسلام لا يوافق السلطات الاستبدادية في الحكم، ولا يضمن معه المستبدون البقاء.

وإن الإسلام الذي يضع في يد الدولة تلك السلطات الواسعة، لتحدد الملكيات والثروات؛ ولتأخذ منها ما يلزم لإصلاح المجتمع وتدع مالا يضر؛ ولتتحكم في إيجارات العقار، وفي نسب الأجور؛ ولتؤمم المرافق العامة، وتمنع الاحتكار؛ ولتحرم الربا والربح الفاحش والاستغلال ... هذا الإسلام لا يوافق الطبقات المستغلة، ولا يضمن معه المستغلون البقاء.

وعندئذ لا يسلط المستبدون والمستغلون على دعوة الإسلام الحديد