صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/137

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
- ۱۳۳ -

الأقشوره؛ ويصبح في يدها يومئذ سلاح قوى، وحجة يصعب تفنيدها، ومنبه كان يستخدم من قبل في التخدير!

وإن المستغلين والطغاة ليعرفون جيداً أن الجماهير تصعب قيادتها وتسخيرها ضد عقيدتها الدينية؛ فهم يرخصون لها بقشور هذه العقيدة وبخرافاتها، فأما أن تصبح حقيقة وجدَّا، فدون هذا وتتحرك الرغبة في الدفاع عن النفس والدفاع المصلحة؛ وهما في واد والحكم الإسلامي في واد.

إنه لا ضير من الإسلام حين يكون نمتمة بالشفاه وطقطقة بحبات المسابح، أو أدعية وتراتيل، أو محملا يطاف به سبعًا، ويسلم مقود الجمل الذي يحمله رسمياً! أو مولدًا تطلق فيه «السواريخ» أو مشيخة طرق أو نقابة أشراف تخلع فيها الخلع وتمنح فيها الألقاب.. إلى آخر أجهزة التخدير التي يستغلها الطغاة والمستغلون ليلهوا بها الجماهير. فأمّا حين يصبح حكمًا جادًا ينفذ شرائع الإسلام في الحكم والمال؛ ويمنح الحقوق الإنسانية والاجتماعية والقانونية لكل فرد وكل جماعة؛ ولا يفرق بين الشعائر التعبدية والشرائع القانونية.. فدون هذا ويصبح الإسلام خطرًا يتقي، وكارثة تدفع؛ ومعركة يخوضها الطغاة والمستغلون بكل ما يملكون!

وحينئذ يخلو الاستمرار إلى الاستغلال؛ ويخلو الاستغلال إلى