صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/131

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

{{وسط|– ۱٢۷ –}

وإن الإنسان ليضحك أحيانًا - ولو أنه ضحك مر - و «المثقفون!» فينا يتعالمون بالحديث عن «الإخلاص العلي» للمستشرقين. فإذا خطر لك أن تشكك في براءة هؤلاء القديسين، فأنت إذن غير مثقف! أو متعصب تحشر الدين في كل مجال!

ومرة أخرى نسأل: ألا من للأقزام بمن يقنعهم أنهم ليسوا بعد إلا الأقزام؟!

ولقد كان الإنجليز يعرفون أن جيوش الاحتلال ستترك مصر يومًا ما، إن قريبًا وإن بعيدًا. فلم يكن لهم بد من أسناد للاستعمار غير جيوش الاحتلال. فأقاموا هذه الأسناد في الميدان الاقتصادي لاحتلال الأسواق المصرية، ومحاولة إغلاق الأسواق العالمية الأخرى في وجه الحاصلات المصرية؛ وأقاموها في دنيا المال بتبعية نقدنا لنقدهم أو خزانتهم ... إلخ.

ولكن هذه الأسناد كلها لم تكن لتقوى على البقاء، لولا الاستعمار الروحي والفكري الذي عُني به الاستعمار في خلال القرن الماضي، وما يزال يوليه أكبر عناية في هذه الأيام. لقد ذهب الإنجليز البيض من الدواوين ليحل محلهم «الإنجليز السمر» من المصريين المقربين، المستعمرة أرواحهم وأفكارهم، المصنوعين على عين الاستعمار، لأداء أغراض الاستعمار.. وكانت عناية الإنجليز البيض شديدة بوزارة المعارف بوصفها المشرفة