صفحة:معركة الإسلام والرأسمالية (1952) - سيد قطب.pdf/113

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
– ١٠٩ –

سيحيلهم إلى عماية ومتاهة، فلا يجدون أصول القانون الذي يحكمهم واضحة معروفة.

والجهل بهذا الدين هو الذي يبقى على مثل هذه الشبهة في النفوس؛ والتفسيرات والحواشي والشروح التي عكف عليها الأزهر في وقت جموده، والتي مازال يعيش عليها، دون الرجوع إلى المنابع الأولى الواضحة البسيطة، يجعل للجهلاء بالدين عذرًا. فأين هم وهذه المتاهة الواسعة في الحواشي والشروح؟!

وثمة أصل آخر لهذه الشبهة لا يعرفه الأبرياء الجهلاء، ولكن يتخذه بعض المغرضين وسيلة للتخويف.. هو شمول المبادئ الإسلامية وسعة أصولها. وبدلاً من أن تكون هذه مزية تحمد، فإنهم يجعلونها خطرًا يخشى..

إن الأصول الإسلامية ليست هي هذه الشروح والحواشي التي يتدارسها الأزهر، ليقتل بها شباب طلابه، ويأكل أعمارهم، ليخرجوا منها بأقوال متعارضة، وجدل عقيم. ولقد كتبت قبل اليوم كتابًا كاملاً «العدالة الاجتماعية في الإسلام» في نحو ثلاثمائة صفحة وكتابًا آخر عن «السلام العالمي والإسلام» في نحو مئتي صفحة، فلم أجد أنني بحاجة إلى الرجوع إلى شيء من كتب الحواشي، لأن الينابيع الأصيلة في الإسلام في الكتاب والسنة والسيرة والتاريخ، كانت كافية لي لإخراج هذين البحثين ولإخراج سواها مما سيجئ.