صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/419

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

. المهدية من بلاد افريقية أصله من مازر مدينة فى جزيرة صقلية على ساحل البحر واليها نسب جماعة منهم أبو عبد الله هو أمام أهل افريقية وما ورائها من المغرب وصار الامام لقباً له رضى الله تعالى عنه فلا يعرف بغير الامام المازرى ويحكى عنه أنه رأى فى ذلك رؤيا رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له يا رسول الله أحق ما يدعونى برأيهم يدعونى بالامام فقال وسع الله صدرك للفتيا وكان آخر المشتغلين من شيوخ افريقية بتحقيق الفقه ورتبة الاجتهاد ودقة النظر وأخذ عن اللخمي وأبي محمد بن عبد الحميد السوسي وغيرهما من شيوخ افريقية ودرس أصول الفقه والدين وتقدم فى ذلك فجاء سابقاً لم يكن في عصره للمالكية في أقطار الأرض فى وقته أفقه منه ولا أقوم لمذهبهم وسمع الحديث وطالع معانيه واطلع على علوم كثيرة من الطب والحساب والأدب وغير ذلك فكان أحد رجال الكمال في وقته فى العلم واليه يفزع فى الفتوى فى الطب في بلده كما يفزع اليه في الفتوى فى الفقه ويحكى أن سبب قراءته الطب ونظره فيه أنه مرض فكان يطبه يهودى فقال له اليهودى يوماً يا سيدى مثلى يطب مثلكم وأى قربة أجدها أتقرب بها في ديني مثل أن أفقدكم للمسلمين فمن حينئذ نظر في الطب وكان رحمه الله تعالى حسن الخلق مليح المجلس أنيسه كثير الحكايات وإنشاد قطع الشعر وكان قلبه فى العلم أبلغ من لسانه وألف فى الفقه والأصول وشرح كتاب مسلم وكتاب التلقين للقاضي أبى محمد عبد الوهاب وليس للمالكية كتاب مثله ولم يبلغنا أنه أكمله وشرح البرهان لأبي المعالي الجويني وسماه إيضاح المحصول من برهان الأصول وذكر الشيخ الحافظ النحوى أبو العباس أحمد بن يوسف الفهرى اللبنلي في مشيخة شيخه التجيبي أن من شيوخه أبا عبد الله المازرى وان من تأليفه عقيدته التي سماها نظم الفرائد في علم العقائد وألف غير ذلك وممن أخذ عنه بالاجازة القاضي أبو الفضل عياض رحمه الله تعالى كتب له من المهدية يجيز له كتابه المسمى بالمعلم في شرح مسلم وغيره من تأليفه وتوفى الامام رحمه الله تعالى سنة ست وثلاثين وخمسماية (٥٣٦) وقد نيف على الثمانين قال الذهبي توفى فى ربيع الأول وله ثلاث وثمانون سنة