صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/216

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كان إلى الدنيسرى أشد انقطاعا واليه صارت كتبه وعليه وقف أملاكه وكان وارث عليه وماله وخلفه فى كل أحواله وكان منه أصل ثروته وما حصله وأثره وأمله وكان من أبناء النصارى وحكى لى من رآه في حال صباه وغصنه رطيب ومفرقه كله مسك وطيب وخده مصقول السوالف وطرفه إما ساحر أو سائف ولأهل بلده به فتون وفى كمده فنون والدنيسرى قد اعتلقه وخيل اليه دوام الحيوة بقربه فأعتقه . قال وكان على هذا لا يخلو منه للحكماء ملعب ولا للعلماء ندى فضل به يستوعب فلما صارت اليه الرئاسة وسادت به النفاسة قال بعض خشده

يا معشر الحكماء لا تتسخطوا لعظم ما قد تم في ذا العــالم هذا سليمان بن داود الذي نال الرياسة بالخاتم قلت وانما سح القمر وعارض أدنى البحر وهيهات أن يغطى السماء بالسحاب أو يضار فى رؤيته ذو نظر فلقد كان فرداً في الزمان منقطع القرين معدوم النظير شارك فى الحكمة وبرز فى علم الطب وصار علماً فيه وتقدم باستحقاق وألقى عليه القبول ومال اليه الحقير والجليل واقتصرت على طبه الأكابر ومالت اليه العلماء وأتى عليه شيخنا ابن الزملكاني و حصلت بينه وبين الوكيل منافرة ثم اتفق لابن الوكيل أن ركب للأفرم نايب الشام سفوفا يعينه على الهضم ويسهله فلما أخذ منه الأفرم أفرط به الاسهال ووثب مماليك الأفرم بابن الوكيل ليقتلوه فأتى الأمين سليمان وكفهم عنه ثم دخل على الأفرم واعتبر أعراضه ثم أعطاه أمراق الفراريج وشرع فى إعطاء المسهلات له واستفرغه حتى كمل إخراج تلك المادة التى اندفعت ثم أعطاه المقبضات والممسكات فبرأ وأفاق قلت وإنما أعطاه أولا المسهلات مع وجود الاسهال لأنه رأى السفوف قد هيج مادة ردية ولم يتم اندفاعها وان انحباس بقيتها مفسد للبدن فاستكمل استفراغ تلك المادة الردية ثم أمسك ما سواها وهذا من محاسن العلاج وله غير هذا من الغرائب