صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/146

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-۱۳۸ - لمنع تعب المشى وقهر العدو لطلب التشفى من ألم الغيظ والنكاح إنما هو طلب لذة بدنية بمباشرة عضو حقه أن يستر ويستحيا من كشفه وخصوصاً من الرجل الرزين العاقل الذى يكره أن يكشف عن ساعده مثلا ثم في تلك الحال يحتاج إلى كشف عضوه المستور وربما دعاه استلذاذه إلى كشف مثل ذلك العضو من المفعول فما أخر هذه اللذة عند العاقل المتيقظ وما أهونها عليه وما أقبحها عنده وما أفضحها لديه هكذا ثم لا خلاف أن الحاجة غير طيبة ولا لذيذة في ذاتها ولا مطلوبة ولا محبوبة وهذه الأحوال أعنى اللذات كلها كما ترى حاجات والحاجات آلام ولو كانت فيها فضيلة لما استغنت الملائكة المقربون عنها ولا نزهت منها وكل اللذة فى أن لا يؤلم جوع ولا يؤذى عطش ولا يتعب مشى ولا يؤذى حر ولا برد ولا ينغص العيش حرد ولا غضب ولقد صحبت من إذا جاع صبر طويلا ثم إذا قدم اليه الطعام بكى ثم أكل وكان يقول : اللهم أنت خلقتني وأنت أخرجتنى وبالخطاب أكرمتنى فهب لى ما وعدتني وكان هذا الكلام شكاية من هذا الصديق من ألم الحاجة . نعم من عرف كنه ألم الشيء فان تألله به يكون أشد وأكثر وأتم وأبلغ وقد كتبت اليك يا أخى هذه المحباتة منبهاً لك وعالماً بأنك تتنبه بأدنى إشارة وتحريك لسان وأنا منذ زمان أستعمل هذا الدعاء وأقول اللهم إنى أسألك غير متحكم عليك أن تكفنى مؤنة هذا الجسد الذي هو سبب كل مذلة وأصل كل حاجة والجاذب إلى كل بلية والطالب لكل خطية وأن تيسر الخلاص منه على أسهل وجه وأفضل حال إلى خير معاد وأحسن مآل بمنك وفضلك ياذا المن والأفضال . فإن رأيت أن توافقني في استعماله مخفف رحلك وشمر ذيلك وأزح علتك وقصر أملك وطهر خلقك ونق طرقك تبلغ وتسلم وتسد ولا تندم والسلام (تتمة صوان الحكمة). وفى تاريخ حكماء الاسلام للبيهقى هذه العبارة : ورأيته بسرخس في شهور سنة إحدى وثلاثين وخمسماية وقد بلغ من العمر أطوله .