صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/11

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد و آله و جميع أنبيائه

بلغت العلوم في هذا العصر من التنظيم والرقي وكمال التدقيق حدا عظيما ، فاتجهت العقول الباحثة والقرائح المفكرة نحو البحث والتحري عن تاريخ العلوم و تدرجها في نشوئها وارتقائها حتى بلغت هذه المنزلة الرفيعة و خصصت الدروس الخاصة بتاريخ العلوم في كل مدرسة جامعة ، بل أنشئت المعاهد و کونت الأقاديميات وحررت المجلات لدراسة تاريخ العلوم ، وذلك كمعهد كارنجي في واشنطن Carnegie Institute of Washington ، وأقاديمية تاريخ العلوم الدولية باريس Academie internationale d'histoire des sciences de Paris ، و توسلوا إلى دراسة تاريخ العلوم بمعرفة تراجم العلماء وما ألفوه من الكتب والتصانيف ثم تحقيق ما أدرجوه في مصنفاتهم وما أنتجته قرائحهم ، وأضافوه إلى علم من سبقهم في مختلف النواحي . والعناية بترجمة العلماء وإثبات فضلهم وما أوجدوه من نتائج قرائحهم، هي من جملة ما للعرب فيها من فضل السبق على غيرهم. فقد عنوا بوضع دواوين التراجم للعلماء من كل فن و مطلب فترجموا للصحابة والمحدثين والفقهاء من أحناف وشوافع وحنابلة، وترجموا للمفسرين والقضاة والصوفية والولاة والأعيان والملوك والأمراء والرؤساء والمؤرخين واللغويين والنحاة والأطباء والحكماء وللنساء، بل قد ترجموا لأهل كل عصر على اختلاف مذاهبهم ونحلهم وكان للأطباء من ذلك حظ وافر من العناية والتسجيل ، فقد وضعت الكتب المطولة في سيرهم وتاريخ حياتهم منها المطول و منها الموجز وبعضها قد لعبت به يد الزمان فأصبح أثرة بعد عين و البعض لا يزال موجودا كتاب صوان الحكمة لأبي على سليمان بن محمد بن طاهر بن بهرام الجزی و كتاب الفهرست لمحمد بن إسحاق النديم المتوفي سنة ٣٨٥ هـ وكتاب التعريف