صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/427

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الحافظ المكثر أبو عبد الله كان آية فى التبحر فى العلم والتصرف فيه واستحضار نوازل الفقه وقضايا التواريخ مجلسه كثير الفوائد مليح الحكايات وكان له قوة عارضة ومزيد ذكاء مع نزاهة وديانة وحفظ مروءة لا يأتى الزمان بمثله لازمته في المدونة أعواماً ينقل عليها كلام المتقدمين والمتأخرين من الفقهاء والموثقين ويطرز ذلك بذكر مواليدهم ووفياتهم وحكاياتهم وضبط أسمائهم والبحث في الأحاديث المستدل بها فى نصر آرائهم فمجلسه نزهة السامعين سمعت عليه كثيراً من الموطأ و بعض سير ابن إسحاق بحثاً و تفقهاً وبعض المدارك والجوز في ووثائق الجزيرى ومختصر خليل والمدونة والرسالة والتفسير والمرادى أدرك من شيوخ مكناسة أبا موسى عمران الجاناتى رواية أبى عمران العبدوسي الذي جمع عنه التقييد البديع على المدونة وعليه اعتمد فى قراءتها والشيخ المتفنن أبا الحسن على بن يوسف التلاجدوقى أخذ عنه العربية والحساب والعروض والفرائض وعن الشيخ ابن جابر الغساني القراآت السبع وعن أبي عبد الله الحاج عزوز الحديث و التاريخ و الشير والطب وعن الشيخ أبي غياث السلوى علم الطب وكان مجيداً فيه وبفاس عن الشيخ المتفنن الفقيه العالم المحقق أبي القاسم التاز غدرى والشيخ الفقيه المحدث الحافظ أبي محمد العبدوسى باحثه كثيراً واستفاد منه مشافهة ومكاتبة وهو الذى ولاه التدريس بفاس وولى الله الشيخ الصالح الفقيه الزاهد عبد الله بن حمد وغيرهم وإفاداته وإنشاآته لا ساحل لها كان لا يتنفس إلا بالفوائد وكنت بمكناسة لما ارتجلت إليه أكاتبه بكل ما يعرض لى فيجيني بما أحب وكان لسانه رطباً بلا إله إلا الله نسمعها جارية على لسانه في أثناء حديثه رحمه الله ولد بمكناسة أول القرن وتوفى عام اثنين وسبعين وثمانمائة بفاس ودفن بياب الحمراء اه ثم ذكر ابن غازى اتصال سنده في الفقه السحنون وقال السخاوى فى الضوء اللامع كان متقدماً فى حفظ المتون وفقيها علق شيئاً على المختصر ولم ينتشر وانتفع به الطلبة أخذ عنه الفاضل أحمد زروة وقال انه مات آخر ذي القعدة عام اثنين وسبعين وأنه سئل عن ابن عربي فقال اختلف الناس