صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/408

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الشهير الكبير الطاير الصيت في المشرق والمغرب المزرى عرف الثناء عليه بالعنبر العبير المثل المضروب في الكتابة والشعر والطب ومعرفة العلوم على اختلاف أنواعها ومصنفاته تخبر عن ذلك ولا ينبئك مثل خبير علم الرؤساء الأعلام الذي خدمته السيوف والأقلام وغنى بمشهور ذكره عن مسطور التعريف والاعلام واعترف له بالفضل أصحاب العقول الراجحة والأحلام عرف هو بنفسه في آخر كتابه الاحاطة فقال يقول مؤلف هذا الديوان تغمد الله خطله في ساعات أضاعها وشهوة من شهوات اللسان أطاعها وأوقات للاشتغال بما لا يعنيه استبدل بها اللهو لما باعها أما بعد حمد الله الذى يغفر الخطية ويحث من النفس اللجوج المطية فتحرك ركابها البطية والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد ميسر سبل الخير الوطية والرضى عن آله وصحبه منتهى الفضل ومناخ الطبة . فاني لما فرغت من تأليف هذا الكتاب الذى حمل عليه فضل النشاط مع الالتزام لمراعاة السياسة السلطانية والارتباط والتفت اليه فراقنى منه صوان درر و مطاع غرر وقد تخلدت مآثر هم بعد ذهاب أعيانهم وانتشرت مفاخرهم بعد انطواء زمانهم نافستهم فى اقتحام تلك الأبواب ولباس تلك الأثواب وقنعت باجتماع الشمل بهم ولو فى الكتاب وحرصت على أن أنال منهم قرباً وأخذت أعقابهم أدباً وحباً وكما قيل ساقى القوم آخر هم شرباً فأجريت نفسى مجراهم في التعريف وحذوت بها حذوهم فى بانى النسب والتصريف بقصد التشريف والله لا يعلمني وإياهم وفقاً يترحم وركاب الاستغفار بمنكبه يرحم عندما ارتفعت وظائف الأعمال وانقطعت من التكسبات حبال الآمال ولم يبق الا رحمة الله التي تنتاش النفوس وتخلصها وتعينها بميسم السعادة وتخصصها جعلنا الله ممن حسن ذكره ووقف على التماس مالديه ذكره بمنه ثم ساق نسبته وأوليته بما يطول ذكره الى أن قال ومع ذلك فلم أعدم الاستهداف للشرور والاستعراض للمحذور والنظر الشذر المبعوث من خزر العيون شيمة من ابتلاه الله بسياسة الدهماء ورعاية سخطة أرزاق السماء وقتلة الأنبياء وعبدة الأهواء ممن لا يحصل له