صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/368

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

تلك الفسقية وأمره بتعهده في كل أسبوع ويجدد له الماء وأنه بقى يتعهده كذلك وكلما أتاه بعد أسبوع وجده قد تزايد ضعفه عما فارقه عليه حتى كان رابع أسبوع قال أو خامسه الشك منى أتيته فوجدته قد غارت عيناه وخفت حسه حتى ظننت أنه قد مات فحملته أنا وآخر كان قد أطلعه على حاله معى وأخرجناه ونقطنا في فمه نقطاً من الشراب وأذكينا عنده الأرابيح لتغذوه بها ثم لم نزل نتعهده إلى أن نقطنا مرقة فروج فى فمه فأفاق ولم يكلمنا ودمنا على هذا حتى كلنا وقال لى لا جزاك الله خيراً حلت بيني وبين ما حاولته من الانتقال إلى ما كنت أريد الانتقال اليه إلى خير من هذا العالم ثم قال أدركني بفاصد فقلت والله لا أفعل فقال يا أخى لا تفعل أدركنى به ولا تدع ينزل من دمى إلا ما قل لترى العجب فأتيته بفاصد فقصده ولم أدعه ينزل من دمه إلا ما قل ثم شددت يده فقال احفظ هذا الدم فى زجاجة وسد رأسها لا يفسد بالهواء ففعلت ثم قال النني بقرعة وانبيق فأتيته به فأداره ثم سكب ذلك الماء عليه فاستحال فضة بيضاء فتركه عندى إلى أن عاد إلى معهود صحته وقويت قواه ثم خرجنا الى جهة الحارقانية وكان له بها تعلق ثم أمرنى أن أذهب إلى بلبيس لأبيع تلك الفضة وآتيه من عرضها بمأكل فذهبت بها إلى صائغ هناك فأريته إياها وأنا خائف وجل لا يظهر له منها عيب فيظن أنى أردت التحوير عليه فأخذها واعتبرها فلما صحت معه سارع إلى مشتراها منى فأخذت من الثمن شوا وحلوا وفاكية وغير ذلك وفضل معى ثمان ماية وثلاثون درهما أو كما قال فأتيته بذلك فأكلنا ثم قال خذ الدراهم ولا جزاك الله خيراً لكونك تسبيت في عودي الى تعب هذا العالم قلت وكان هذا الطبيب عارفاً بالطب علماً لا عملا ولا يحسن العلاج ولا يطول روحه على العليل كثير النزاقة عديم التلطف كارها لأطباء زمانه لا يذكر أحداً منهم ولا يذكر له إلا ذمه وأطلق لسانه في معايبه وكان يقول هؤلاء اليهود قد ارتفع رأسهم وامتلأوا فوق وسعهم على جهلهم وقلة حاصلهم يعنى السديد الدمياطي وفرج الله ابن صغير ولا يزال يتوقد غيظاً منهما وحسداً لها