صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/369

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ت لرغبة السلطان والأمراء والكبراء فيهما أكثر منه وما كان يحصل لهما من الخلع والاطلاقات ويصل اليهما من دور السلطان والأمراء لافراط ميل النساء إلى طبهما وملاطفتهما ثم كان إذا ذمهما يقول لمن يثق به وهذا ابراهيم ابن المغربي هو مادة عن هؤلاء اليهود وكبر غناهم و به طاروا وحلقوا وهذه ألفاظه بعينها وكان لا يأكل في اليوم والليلة إلا أكلة واحدة موقتة من الظهر إلى الظهر وكان يحب لبن الضأن ويكثر أكله صحبناه مرة فى بلاد الصعيد وكان هو قد تقدم مع طقز دم إلى بوتيج الجارية فى أقطاعه وأخبرني أنه لم يأتدم في تلك السفرة على طول أيامها بشيء غير اللبن إلا مرات يسيرة وقال هو غذاء صالح و الجسم به آلف من أول زمان الرضاع وكان ينشفه ويلقى فيه طاقات من النعنع والملح ويأكله وكان واسع النعمة كثير المال ومات أخوه وورث منه مالا كثيراً فازداد ماله ضعفاً على ضعفه وكانت له متاجر إلى أخميم وقوص وأسوان وسائر بلاد الصعيد وكان يرى فى نفسه الغضاضة لتقدم ابن المغربي عليه في رئاسة الأطباء ويتشكي هذا إلى أصحابه وسأل السلطان (۱) فى الاعفاء من قطعه الخدمة فقال ما نعفيك أنت عندنا عزيز كريم ونعرف أنه أفضل من إبراهيم يعنى ابن المغربي وأحق ولكن ابراهيم صاحبنا وله علينا حق خدمة وطيب قلبه فاستمر ورأى أنه لم يبق له إلا مصافاة ابن المغربى وخطب اليه أخته فتزوج بها لقصد الاصطلاح له لا للزواج وكان رجلا مسيكا مفرط البخل مقتراً على نفسه مضيقاً عليه مع عظيم القدرة والامكان وكان لا يأكل إلا من الظهر إلى الظهر كما ذكرناه أسوأ أكل ويلبس أردى ملبوس ويركب حمير الكراء ومع هذا كان من المعدلين يجلس مع الشهود الموقعين تحتما لا تكسباً وله وجاهة عند الأمراء والوزراء والكبراء والحكام معظماً فى الصدور ويشار اليه بالأنامل ولم يصنف مصنفاً ولا طلع له تلميذ ولا عرف بغرابة فى طبه وعرف الدولة بماله قبل موته (۱) في الدرر الكامنة الملك الناصر .