صفحة:معجم أسماء النبات (1931) -أحمد عيسى.pdf/4

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
بسم الله الرحمن الرحيم

رب يسر وأعن يا كريم

قد عنيت من زمن بوضع معجم بالعربية ، و بعض اللغات الأعجمية ، يشمل المصطلحات التي أنتجتها قراع العلماء والمفكرين ، والمبتدعين في شتى العلوم والفنون ، التي أخذت تتقدم بخطى واسعة ، من غير انقطاع ؛ وكانت وجهة النظر أن يكون المعجم شاملا مصطلحات جميع العلوم الطبية والطبيعية ، فكان مما عنيت به عناية خاصة ، وبذلت الجهد في جمعه وتحقيقه أسماء النبات . فمعت من مصادره ومراجعة الشيء الكثير ، مما لا يتوفر إلا للقليلين ؛ فقد جمعت من كتبه وأصوله ، من لغوية وفنية ، ما لا حاجة بعد المستريد، وساذكر بعضها في ذيل هذه المقدمة ؛ فاجتمع لدي بذلك الكثير من أسماء النبات ومرادفاتها في جميع العصور، ومن مختلف البلدان العربية اللغة ، مصر والسودان و بلاد العرب واليمن والعراق وسوريا وفلسطين و بلاد المغرب ، فرأيت حينئذ أنه ليس في الاستطاعة إدماج ذلك كله في معجم مشترك عام ، وتعين على أن أفرد معجما خاصا بأسماء النبات ، ينفرد بها ، فتكون الفائدة أعم وأنفع .

ولا يخفى على اللبيب أن لغوي العرب قد عنوا بالنبات وأسمائه كما عنوا بغيره من مواد اللغة ، وصنفوا في ذلك الكتب والتصانيف الممتعة ، ثم تبعهم النباتيون والعشا بون ، فأوضحوا من ذلك الشيء الكثير في تصانيفهم ونقلهم، وزادوا عليه ما اقتبسوه من نبات الهند و فارس و بونان وغيرها من البلدان ، فامتلات أسفارهم بالعربي الفصيح والمعرب والمولد .

وقد جمعت ذلك كله على ما في جمعه من المشقة، وفي تحقيقه وتصحيحه من النصب ، فان النساخين لم يتركوا منه شيئا على حاله ، بل تناولوه بالمسخ والتحريف والتصحيف، حتى لم تبق كلمة على رسمها الأول به فاتك اذا ألقيت نظرة على كتاب الجامع لمفردات الأدوية لابن البيطار ، أو على كتاب تذكرة داود ، أو على غيرهما من الكتب ، رأيت تلك الألفاظ أو المفردات كأنها طلاسم يتعذر حلها ، أو فك رموزها، إلا بشق الأنفس، ولقد تيسر لي ولله الحمد أن أوضح منها ما خفي وأصح ما غمض واستعصى على الادراك ، فأرجعت كل كلمة يونانية كانت أو فارسية أو غير ذلك من اللغات الى أصلها ، بقدر ما وصل اليه الجهد ، ورسمتها بالشكل الذي وضعها العرب عليه ، طبقا للقواعد التي جمعتها في كتاب " التهذيب في أصول التعريب .

وقد كان جمعى لم وقع إلى من أسماء النبات على علاته ، أي أني جمعت العربي الفصيح والمعرّب والمولد ، فلم أترك منه شيئا ، بل تعمدت إثباته ، وقصدت بهذا التعمد الى أشياء ، هي الآن قبلة المؤلفين ومقصد العلماء في هذا العصر وهی :