صفحة:معجم أدباء الأطباء (1946) - محمد خليلي.pdf/44

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۳۶ - عالية . وكان ـ كما ذكره أبو محمد الحسن الوزيري ـ ربعة نحيفا .صفاراً أسمر اللون جاحظ العينين فيهما تأخر ، وفي وجهه آثار الجدري صمونا سكينا ، ذاوقار وهيبـة . قال أبو علي المنيري : ( حدثت انه كان في عنفوان شبابه، دعته نفسه أن يسافر الى أرض العراق ويجثو بين يدي العلماء ويقتبس منهم العلوم . فتوجه اليها مع الحاج ، وأقام بها ثمان سنين ولقي الكبار والعلماء ، وتلمذ لأبي يوسف يعقوب بن اسحق الكندي ، وحصل من عنده علوماً كثيرة وتعمق في علم الفلسفة وهجم على أسرار علم التنجيم والهيئة ، وبرز في علم الطب والطبايع وبحث في أصول الدين . اتم البحث حتى قاده ذلك الى الحيرة ، وزل عن النهج الأوضح فتارة كان يطلب الامام على طريقة الشيعة الذين ينتظرون الامام ( ع ) وهم الامامية ويسمونه المهدي المنتظر وتارة يسند الأمور إلى النجوم والأحكام . » . قال أنوبكر البكري : «اذكر اذ كنا عنده ـ وقد قدمت المائدة ـ وأتوزيد يصلي وكان حسن الصلاة فضجرت من طول صلاته ، فالتفت الى رجل من أهل العلم يقـال له أبو محمد الخجندي وقلت يا أبا محمد ! ريح الامامة بعد في رأس ابي زيد . فقال نعم وقد كان قد خرج إلى العراق في طلب الامام فتقلد مذهب الامامية « 1 » قال الحموي ـ بعد الثناء عليه ـ « ثم لما قضى وطره من العراق وصار في كل فن من فنون العلم قدوة وفي كل نوع من أنواعه اماماً ،قصد العودة الى وطنه فتوجه اليـه عن طريق هرات حتى وصل الى بلخ وانتشر بها علمه . ولما وردها أحمـد من سهل ابن هاشم المروزي طلب استيزاره ، فأبى حفظاً لدنياه وعقباه فاتخذه كاتبا واتخذ أبا القاسم الكعبي وزير أوكا نا من الكتاب .فعظم محلهاعنده و بقياعلى ذلك مدة غير طويلة وعاشوا على جملة جميلة حتى فتكت بهم يد المنون وتوفي أبو زيد عن عمر قصير » قال : « وقرأت في كتاب البلدان لابي عبدالله النشاري . ان صاحب خراسان استدعاه الي بخارا ليستعين به على سلطانه ، فلما بلغ جيحون ورأى تغطمط امواجه ، « 1 » قد عيره أبو بكر بذلك لانه كان امامياً شيعيا