صفحة:معجم أدباء الأطباء (1946) - محمد خليلي.pdf/11

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الجلي حمرا لله على الان والسلام على محمد وآل ملفائه انی لقد كنت احس ، وانا سائر في طريق دراستي الطبية ، أن بين صناعة الطلب وفن الادب شيئا من الشبه ، ورابطة تجمع بينهما من بعض النواحي ، ان لم تكن من كل النواحي المفروضة ، غير أني لم اكن اتمكن من اقناع نفسي بمـا ادعم به حجتي ، فضلا عن اثباته لغيري و بقيت هذه الخاطرة في مخيلتي ، تذكو وتخبو زمنا طويلا ، وانا شاخص الي ذلك البصيص من النور ، مؤملا ان اهتدي الى منبعه ، طامعاً أن يرشدني الى مخرج لاحب ، اجد به ضالتي ، وابلغ به مبتغاي ، ولقد كان استمرار التتبع ، وكثرة الفحص والتنقيب ، يزيدان في اعتقادي بصواب رأيي هذا ، ويؤكدان لي صحة تلك الفكرة ، ويدنيانها مني ، حتى اقتنعت أخيراً بتحقق تلك الخاطرة وصوابها ، وبانت لي الحقيقة ناصعة جلية ، حيث ظهر لي من وجوه الشبه ما جعلني لا اشك بعدها ، ان الطبيب وان اختلف مع الشاعر في ناحية من النواحي ، فهو متفق معه في راكبر النواحي الأخرى البتة .